تصاعدت حدة التوترات الأمنية في مدن جنوب العراق التي يجري فيها استعداد كبير لمناسبة دينية في شهر شعبان الجاري، ودعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى «ضرورة إخراج ملف الوزارات والمناصب الأمنية من يد رئيس الوزراء نوري المالكي فوراً «، فيما شدد نواب في لجنة الأمن والدفاع البرلمانية على أهمية أن يحاسب المالكي قيادات المناطق الأمنية التي تحصل فيها هذه التفجيرات. وكشف مصدر أمني في قيادة عمليات الفرات الأوسط عن تغيير في الخطة الأمنية الخاصة بزيارة النصف من شعبان، وقال المصدر إن عمليات الفرات الأوسط أبدلت خطتها من (أ) إلى (ب) كإجراء احترازي لورود معلومات استخباراتية دقيقة تؤكد وجود خروقات أمنية وتواطؤ بعض الضباط والعناصر في نقاط التفتيش بمحافظة كربلاء والديوانية التي شهدت تفجيرات صباح أمس، مبينا أن تحقيقا يجرى حاليا مع بعض الضباط والمنتسبين في القواطع التي وقعت فيها التفجيرات حيث تشير التحقيقات الأولية إلى ارتباطهم بتنظيم القاعدة. وأضاف أن الخطة (ب) تعتمد تغيير مسار الزوار وتكثيف الدوريات المتحركة ونشر أعداد إضافية من عناصر الاستخبارات بالزي المدني، مؤكدا أن الموقف مسيطر عليه رغم الخروقات التي وقعت، كاشفا عن إبطال مفعول عدد من العبوات الناسفة عند مدخل كربلاء إضافة إلى إلقاء القبض على 13 مشتبها بهم خلال ال (24) الماضية. وكانت محافظة الديوانية قد شهدت أمس الأول انفجار سيارة مفخخة استهدفت سوقاً شعبياً أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من مائة بين قتيل وجريح كما شهدت محافظة كربلاء التي تستعد لزيارة النصف من شعبان انفجار سيارة مفخخة وعبوة ناسفة عند مدخل المحافظة أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من الأشخاص فضلا عن وقوع انفجارات أخرى في مناطق متفرقة من البلاد منها العاصمة بغداد. من جانبه، قال مقتدى الصدر في رده على سؤال أحد اتباعه عن موقفه من التفجيرات التي شهدتها عدد من المحافظات «ما عاد الاستنكار والشجب ينفع بل يجب تطبيق عدة أمور وهي إعلان الحكومة تحملها المسؤولية عما يحدث من تفجيرات وإنهاء الخلافات السياسية التي جرت في البلد ويجب إنهاء ملف الوزارات والمناصب الأمنية فوراً ولابد من إخراجها من يد(رئيس الوزراء) فوراً». يذكر أن الوزارات الأمنية ما تزال شاغرة بسبب عدم توافق الكتل السياسية على أسماء المرشحين لتلك الوزارات التي تدار حالياً بالوكالة من قبل المالكي لوزارة الداخلية ووزير الثقافة سعدون الدليمي المكلف بإدارة وزارة الدفاع بالوكالة. وطالبت لجنة الأمن والدفاع النيابية، المالكي بصفته القائد العام للقوات المسلحة بمحاسبة فورية للقادة الأمنيين الذين تحصل خروقات أمنية في قواطع مسؤولياتهم، مؤكدة أن المضي بتشكيل لجان تحقيقية بالتفجيرات غير مجدٍ. وقال عضو اللجنة مظهر خضر إن «على رئيس الوزراء مسؤولية محاسبة فورية للقادة العسكرين من الضباط ممن تحصل خروقات أمنية في مناطقهم خلال 48 ساعة أما بحبسه أو طرده أو معاقبته»،وأوضح «كيف يعقل أن هناك 38 ألف عنصر أمني و16 طائرة كما صرح قائد الفرات الأوسط لحماية الزوار في كربلاء وتحصل مثل هذه التفجيرات؟!»،مشددا على أن «هناك نوعا من التواطؤ بين منفذي التفجيرات وبين أشخاص ضمن المؤسسات الأمنية والقوات المنتشرة لتوفير الحماية».