سقط عشرات القتلى والجرحى في مدن عراقية مختلفة، في موجة جديدة من العنف المتصاعد مع استمرار الخلافات السياسية. وأدى انفجار سيارة مفخخة في مسجد في مدينة الديوانية (150 كلم جنوب بغداد) يتجمع قربه زوار شيعة متجهين إلى كربلاء لإحياء مناسبة دينية نحو 115 قتيلاً وجريحاً. وقالت مصادر أمنية عراقية أن 40 شخصاً قتلوا وجرح 75 على الأقل، بتفجير عبوة ناسفة في شاحنة في إحدى أسواق الديوانية المكتظة. وأعلنت المحافظة حظراً شاملاً للتجول فيما طوقت الشرطة مكان الحادث. وفي كربلاء التي تستعد لاستقبال الزوار لإحياء ذكرى وفاة الإمام حسن العسكري في منتصف شعبان، ويشارك فيها مئات الآلاف قادمين من مدن بعيدة، سقط نحو 50 قتيلاً وجريحاً في تفجير مزدوج، بعبوتين ناسفتين استهدفتا سوقاً لبيع الخضار وسط المدينة ، فيما قتل مدنيان وأصيب 11 بانفجار عبوة ناسفة غرب بغداد. وأعلنت وزارات الصحة والدفاع والداخلية أن حزيران (يونيو) الماضي شهد مقتل َ280 شخصاً وإصابة 269 آخرين في أعمال عنف ضربت أكثر من تسع محافظات. وهذا أعلى معدل للضحايا منذ انسحاب القوات الأميركية نهاية العام الماضي. سياسياً، شككت كتلتا «العراقية» و «التحالف الكردستاني» أمس في جدية عمل لجنة الإصلاحات التي شكلتها كتلة «التحالف الوطني» الشيعية، ودعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى أن تكون هذه اللجنة «حيادية لا مالكية». وقال المستشار في ائتلاف «العراقية» هاني عاشور إن «أخطر شيء على العراق والعملية السياسية في الوقت الراهن هو تحويل فكرة الإصلاح إلى مناورة سياسية لكسب الوقت»، ووافقه في ذلك النائب عن كتلة التحالف الكردستاني روز مهدي. وأبلغت النائب عن كتلة «العراقية» عتاب الدوري إلى «الحياة» أن قادة الكتلة عقدوا اجتماعاً أمس في عمان للبحث في الوضع. وأضافت أن «العراقية تلقت طلباً من شخصيات سياسية تدعوها إلى التخلي عن فكرة سحب الثقة من المالكي واللجوء إلى الحوار»، ولفتت إلى أن الاجتماع تناول هذه القضية. لكنها لم توضح رد الكتلة على الطلب.