أحياناً تتلبسني حالة أشبه (بالشيزوفرينيا). أشعر أنني لست أنا. أشعر أنني ممثلٌ تافهٌ، في مسرحٍ كبير!. ألعب غالباً دور كومبارس من النوع الرديء، أتقمص الشخصية بغباء كثوبٍ فضفاض، وأحياناً يبدو وكأنه ثوب أخي الصغير!. أبتسم ببلاهة، أنفعل بتصنع، يضيع مني الحوار، فأخرج عن النص!. أستجدي ضحكات الجمهور، أتسول إعجابهم، ولا يبالون بي، لكني أقرأ ما في نفوسهم على ملامحهم. لا ينتقدون ولا يشيدون بأي ممن يتحركون على المسرح، ربما لأنهم لم يقطعوا تذاكر تجعلهم يتحسرون على فرجة سمجة!، فالفرجة مجانية والعرض لا ينقطع!. مشاهد قليلة ألعب فيها دور البطل، وهو دورٌ لا يعترف به الجمهور، لم يكتبه السيناريست، ولا يأبه به المخرج، اللذين لا أعرفهما، ولا يعرفهما أحد..!، أحدهما يكتب نصاً بلا ورق، والآخر يحرك الممثلين كالدمى بخيوطٍ تمتد بعيداً حيث لا يدرك نهاياتها بصر!. خلف الكواليس، أسترخي من عناء العرض، أنفرد بنفسي، وفي لحظة صفاء ذهني، أعرف نفسي تماماً، وأقرر التوقف!. يغلبني النوم، صبيحة اليوم التالي أجد نفسي على خشبة المسرح، في دور جديد!. * الحياة مسرح كبير، تماسك إن أُخرجت عن النص، فستفجع بكمّ الأقنعة المتساقطة، ما بين شامت وأتته الفرصة، وعدو خلع وجه الصديق، ورعاع وسَقْطٍ وأخلاطٍ جمهرتهم الفرجة، فغفلوا عن أقنعتهم. سيمضي وقت طويل – عمرٌ ربما – قبل أن يعبرك صديق واحد من الخُلّص، يكفي لفضّ “الجمهرة” من ذاكرتك!. ......................