تدري يا فهيد أحياناً الأمور تجري بطريقة ما تدري كيف. قلت مازحاً: وأحياناً تقف بطريقة ما تدري شلون. يا أخي أنا جاد ما أمزح.. أرجوك اسمعنى زين.. هل تصدق كل ما تسمع؟ قلت: يا بوهايس أصدّق أو ما أصدّق نهر الحياة يجري ويهدر، إذا عندك شيء هاته! قال: إيه فيه عندي شيء جرى غريب غريب غريب جداً.. قلت: هاته يا غالي.. ثم كبس طاقيته وما فوقها من شماغ وعقال إلى فويق العينين على الحاجبين وصرّ عوينته نحوي وقال بعد صمت دقيقتين: شوف! رأيت في المنام أني في دولة أجنبية أظنها ألمانيا ومعي أوراق وتقارير طبية وكنت في مستشفى وكنت أشرح لناس وأوضح لهم أنه مريض وموجود في السعودية ويبغي يشوف إذا له علاج -إن شالله- عندهم.. وكانوا يشرحون لي وما أدري كيف!.. تعرف يا فهيد الأمور في المنام ما هي منطقية واللغة أكثر الأحيان في المنام ما هي مفهومة.. حسب شرحهم علاجه صعب.. طلعت ورحت لمستشفى ثانية وثالثة ورابعة وهكذا وأنا بالباصات والقطارات يا رجل من فندق لفندق ومن مدينة لمدينة.. يا رجل جرت لي عجايب بعدين أشرحها لك.. المهم أني كنت إذا قالوا لي شيئاً في المستشفى أروح أنا أكلم أحداً في السعودية.. المشكلة إني ما أعرفه لأنه مثل غيمة.. شكله غير واضح لي.. المهم إني قمت من النوم ورحت لشغلي.. وأنا في مكتبي الظهر رنّ تلفوني كان أحد أصحابي سولفنا ودردشنا ثم قال لي.. تصدق بالله!.. قال لي إن أخاه مريض وحسب تقارير الأطباء أن حالته ميئوس منها طبياً إلا رحمة الله.. وأنه ودّه يرسل أوراقه إلى ألمانيا عسى ولعل.