يعمل عمال النظافة باجتهاد من مختلف البلاد على أرض المملكة، مغتربين عن بلادهم وعلى وجوههم بهجة تخفي خلفها أسى ناتجاً عن صعوبة أوضاعهم الحياتية. «الشرق» وقفت على أحوال هذه الفئة، حيث أثنوا على الشعب السعودي ووصفوه ب»العطوف»، مبينين أن المساعدات المقدمة لهم من قِبل السعوديين غير منقطعة وأغلبها من النساء. وذكر العامل عبدالمقصود أن أهل الخير يمدون له يد العون دائماً، ولا يقصّرون معه، وقال «لولا هذه المساعدات لما استطعت العيش، فأهل الخير يساعدونني من كل مكان، خاصة حين يروني أزيل القمامة أمام منازلهم، فمنهم من يحسن إليّ بعشرة ريالات، وآخر بعشرين ريالاً»، مضيفاً أن أعلى مبلغ حصل عليه كان من امرأة وبيّن «أمرت المرأة سائقها الخاص بالتوقف عندي، وسألتني: أنت مسلم؟، فأجبتها بنعم، وأعطتني 500 ريال وطلبت مني الدعاء لها وذهبت». وبيّن عامل آخر أنه يعمل في المملكة منذ أربع سنوات، ويتقاضى راتب 240 ريالاً، وقال «سكني تابع للشركة، كما أن طعامي على حسابهم، ولكن هذا لا يكفي لسد احتياجاتي، خصوصاً أنني متزوج ولديّ أبناء، لذلك أقوم بالعمل خارج الدوام، من خلال غسل سيارات سكان الحي مقابل ستين أو سبعين ريالاً في الشهر للسيارة الواحدة، وهو أمر ممنوع حسب العقد، ولكن ماذا أفعل؟ فلي أطفال أسعى لإطعامهم وكسوتهم». وأثنى العامل البنجلاديشي شريف على السعوديين، قائلاً «الناس هنا طيبون ويتعاملون معنا بعطف وإنسانية، فبمجرد أن يخرج رجل من منزله ونسلم عليه حتى يعطينا ما تجود به يده، وتعطينا بعض النساء ملابس لنا ولأسرنا»، مبيناً أنه يشتاق لأسرته كثيراً، وبأنه يعمل على تأمين مستلزماتهم بكل ما به من جهد. ويجد العامل عبدالرحيم في فصل الشتاء كثيراً من التعب، خاصة مع اشتداد الرياح، منوهاً أنه يعمل من الساعة الرابعة فجراً حتى صلاة الظهر، ويتقاضى راتب 240 ريالاً فقط، يحتفظ بها لحين سفره، ويرسل بعضاً منها لأسرته، وأضاف «اتفقت مع بعض الأشخاص على غسل سياراتهم بشكل شهري مقابل خمسين ريالاً لأرفع من مستوى دخلي».