لا أعتقد أن هناك ما يوازي حفلات شعر المحاورة والعرضة رواجاً خلال فصل الصيف، ولو ذهبت لمكاتب التنسيق لهذه الحفلات لتفاجأت بحجم الحجوزات والحفلات المقامة لشعراء هذا الفن، والغريب عندما تتبع برامج المهرجانات الصيفية التي تنظم هنا وهناك تجد هذه الفنون غير مدرجة في جداولها، ولا تجد كذلك جهة تسعى لتنظيم أمسيات لهؤلاء الشعراء وتنظم فوضى حفلاتهم، وهي الوسيلة الوحيدة الجاذبة للشباب خلال فصل الصيف، وبشهادة الحفلات الخاصة المقامة في قصور الأفراح وأحياء المدن! ماذا لو قامت الجهات الراعية لمهرجانات الصيف وخاصة في المناطق الباردة – أدق وصفاً من السياحية – بتنظيم أمسيات في هذا المجال، ودعت الأسماء اللامعة في شعر المحاورة والعرضة، ورتبت صالة أو مسرحا مجهزا بمقاعد للجمهور، وإمكانيات تقنية وتنظيمية جيدة، وأخذت رسوما على دخول الأمسيات، وتركت عنها عروض السيرك التي ما إن تبدأ إلا وينتهي مقدموها في جمس الهيئة، وأنا متأكد أنها ستجني أرباحا طائلة، وتجتذب أعدادا هائلة من الزوار. صدقوني الاستثمار في فنون وثقافة البلد هو الأنجح، وأمسية واحدة يكون أقطابها شعراء بوزن سلطان الهاجري وحبيب العازمي وفلاح القرقاح وتركي الميزاني في المحاورة أو عبدالواحد الزهراني ومحمد بن ثايب وصالح بن عزيز ومحمد بن حوقان في العرضة ؛ سيتفوق حضورها على حضور جميع مهرجانات الصيف والتسوق التي نشاهدها كل صيف، وربما يتجاوز دخلها دخل حفلة غنائية صاخبة في مهرجان جرش أو صلالة.. جربوا واحكموا.