زكريا مولوي سعيد حسين أين نحن من قول الله عز وجل (إنَّما الْمؤمنون إِخوة) وأين نحن من قول النبي -صلى الله عليه و سلم- «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» (رواه البخاري) . إنّ ما حصل لمسلمي أراكان في بورما من مجازر ومذابح ما تدمع لها العيون، وتألم لها القلوب، ويكاد يغمى عليك من شدة الهول والفزع. قبل بضعة أيام تعرض عشرة من أخواننا المسلمين في أراكان إلى مذبحة من أبشع المذابح التي عرفها التاريخ البشري قتلوا بالسلاح وقطعوهم إلى قطع أوصال من قبل الجماعات البوذية تحت مظلة من الحكومة الميانمارية . قلت في نفسي: «لا إله إلا الله « إلى هذه الدرجة وصل الحقد والكراهية للمسلمين! لقد قاموا أيضاً بقتل أكثر من مائة مسلم، وأصيب بعاهات مستديمة نحو ثلاثمائة شخص، وأشعلوا النيران في ألف منزل، ونهبوا كل ما يدخرونه من أرز وأبقار حتى لم يبق ما يأكله المسلمون، كما تم في هذه الحملة المخططة من قبل الحكومة البوذية استهداف العلماء والمشايخ، والحفاظ لكتاب الله، والأطباء، والمفكرين والمثقفين ، حتى النساء الحُمّل والأطفال الرضع لم يسلموا من هذا التطهير والتعذيب . ومن المعلوم للمهتمين بأوضاع المسلمين في العالم أنَّ المسلمين في إقليم أراكان يعانون من القمع والبطش والتطهير والتشريد من قبل الحكومة البورمية البوذية منذ احتلال هذه المنطقة من قبل الملك البوذي (بودوبيه) عام 1784 م وإلى الآن . واستمرت مراراً مسلسلات القتل والتعذيب ضد مسلمي أراكان الأبرياء حتى هذه اللحظة لا لشيء سوى أنهم يؤمنون بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبياً . يقول الله عزوجل: (وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد) .