سألني الأخ الأستاذ أحمد الجابري، في حوار صحفي أجراه معي عبر الهاتف، فبدأ بالسؤال التالي: هل فرقعة الأصابع تشير إلى علة نفسية؟ قلت: كلنا نفرقع أصابعنا، فأرجو ألا نكون – من وجهة نظرك – مرضى نفسيين. قال: أقصد الذي يقوم بهذا السلوك أمام الناس، كأن يكون معلماً – مثلاً – ويفعل هذا أمام طلابه أثناء شرح الدرس، أو أمام الناس في الأماكن العامة. قلت له مازحاً: الأفضل أن ينتظر خلو الأماكن ثم يفرقع «على كيفه». قال: طيب، إذا قام بهذا السلوك مقدم برنامج فضائي يتحدث أمام ملايين المشاهدين، فما تفسيرك له؟ قلت: أراه من العادات النفسية غير الضارة، ولكنه غير لائق اجتماعياً، وهو يحدث بشكل عفوي عندما يكون أحدنا متورطاً في موقف محرج ويفكر في طريقة للخلاص منه فتنتابه حالة من القلق الموضوعي، وهو قلقٌ غير مَرَضي، ولا خوف منه. قال: وماذا عن الإكثار منه؟ قلت: ربما يشير في هذه الحالة إلى اضطراب نفسي، ولكنه يُصَنف ضمن الانفعالات. قال: وماذا… (هنا قاطعته قائلاً) أنت ماذا تقصد بالتحديد؟ قال: خلاص يكفي، هذا ما أريد الوصول إليه. قلت ماذا؟ قال: لاحظت هذا بكثرة على مقدم برنامج تفسير الأحلام العصيمي، فكلما سألته امرأة عن تفسير حلمها أخذ يفرقع أصابعه على الهواء أمام ملايين المشاهدين فتصدر صوتاً قوياً لقرب يديه من السماعة المعلقة على صدره، فحسبت أن الفرقعة من لوازم التفكير في تفاسير مناسبة للأحلام الكثيرة التي بين يديه.