دعا الروائي محمد المزيني المسرحيين في المملكة العربية السعودية إلى دخول حيز التجريب، عبر تحويل النصوص الروائية والقصصية إلى نصوص مسرحية. وقال المزيني، خلال أمسية أقامها المنتدى الثقافي في فرع جمعية الثقافة والفنون في الدمام مساء أمس، بعنوان «مسرحية الرواية»، إن الرواية تعد نصاً أدبياً سردياً أشمل في الأحداث والشخصيات والزمن، تجعلها مفتاحاً للكاتب المسرحي، عبر تحويلها إلى نص حواري ممشهد، تصاحبه مؤثرات فنية، مع عدم إغفال الفارق بين الرواية، التي اعتبرها أرسطو أنها «نص»، بينما تتحول إلى «فعل» في النص المسرحي، يكتمل وجوده عند عرضه على خشبة المسرح. واستعرض المزيني بعض الأعمال العالمية، التي تم تحويلها إلى نصوص مسرحية، مثل رواية الكاتب الروسي ليوتولستوي «الحرب والسلام» بأجزائها الثلاثة، ورواية «المعلم ومارغريتا» للكاتب الروسي ميخائيل بولغاكوف، وبعض التجارب المماثلة في العالم العربي، مثل مسرحية «بيت الياسمين» المأخوذة عن رواية إبراهيم عبدالمجيد. أما عن الخليج العربي، فرأى المزيني أنه يعاني من فقر مدقع في هذا المضمار، بسبب أن الكتاب والمخرجين لم يجرؤوا حتى الآن على اقتحام هذه التجربة بعد. وتساءل: «هل استطاع المسرح السعودي… الوصول إلى هذه الاحترافية؟». وأجاب على تساؤله بتسليطه الضوء على المعوقات التي تقيد الانطلاقة في هذا المجال، موضحاً أن أهم تلك المعوقات هي رؤيتنا الانتقاصية للمسرح، التي وضعته في قاع اهتماماتنا، واضعين ستار خصوصية المجتمع السعودي، وحساسيته من تجسيد كل متعلقات المسرح المعروفة، على خشبته. كما تساءل عن سبب عدم تجريب المسرح في المملكة للنصوص الروائية أو القصصية، على الرغم من أن من كان له الدور الأهم في تأسيس المسرح في المملكة هو الروائي أحمد السباعي. وقبيل نهاية محاضرته، أكد المزيني ضرورة تبني المسرحيين للنصوص المسرحية الجيدة لحل شيء من أزمة المسرح في المملكة، إضافة إلى دور الجامعات والأندية الأدبية وجمعية الثقافة والفنون، التي دعاها لخوض غمار هذه التجربة من خلال مسرحية واحدة فقط.