استبشر الكاتب المسرحي فهد ردة الحارثي خيرا بتبني الاندية الادبية استضافة المسرحيين لطرح قضيتهم امام الوسط الثقافي خاصة وان الاندية الادبية هي الابن الشرعي لوزارة الثقافة والإعلام فيما اعتبر جمعيات الثقافة والفنون بالابن اللقيط الذي يعيش على الهامش وقد استمتع الوسط الثقافي من الجنسين في عسير بمحاضرة ومداخلات رائعة جمعت الكاتب المسرحي الساخر محمد السحيمي، والكاتب والمخرج المسرحي فهد ردة الحارثي " بعنوان المسرح التجريبي رؤى وقضايا " وادارها الممثل المسرحي والإعلامي الزميل محمد عامر مفرق الذي رحب بالحضور باسم نادي ابها الأدبي ومنسوبيه واعطى لمحة عن حركة المسرح واهمية هذه اللقاءات وما ينتج عنها من آراء بناءة ثم قدم الضيفان واستهل الحديث الكاتب المسرحي فهد رده الحارثي فشكر للنادي الادبي بابها على هذه الاستضافة التي لها الأثر الكبير وقال هو حلم وتحقق بان تستضيف الاندية الادبية المسرحيين، وقال ردّة : نجاح المسرح لا يرتبط بوجود العنصر النسائي، ولأن المسرح مرآة المجتمع فمن التزييف إيجادها في المسرح وهي غير موجودة في المجتمع، ثم تحدث الكاتب المسرحي محمد السحيمي عن المسرح والذي كان قد طرح بعض هموم المسرح امام معالي وزير الشؤون الاجتماعية ورئيس مجلس جمعية الثقافه والفنون بالمملكه اثناء ملتقى ابها الثقافي الاخير وقد قال فى هذه المحاضرة : إن المرأة ممنوعة من الفرجة أصلا لا المشاركة فحسب لكن عدم وجودها ليس قضية جوهرية . كما ذكرا أنهما كثيرا ما يسألان هذا السؤال في الخارج ولكن ما إن ينتهي العرض الذي يبهرهم حتى تنتهي هذه الأسئلة ..وكانت المحاضره قد بدأت بحديث للمسرحي فهد ردة الحارثي عن واقع المسرح السعودي حيث أكد أن هناك " حراكاً مسرحياً جيداً ". واضاف : كنت أحلم بالتواجد في الأندية الأدبية ومنها نادي أبها الأدبي، ذلك أن الأندية الأدبية طالما أغلقت أبوابها في وجوه المسرحيين . وذكر أن الحاجة ماسة لدعم الأندية الأدبية للمسرحيين بما تملك من خبرات وموارد مادية، واصفاً فروع جمعية الثقافة والفنون ب " الابن الذي يعيش على الهامش " ، فيما رأى أن " الأندية الأدبية ابن شرعي لوزارة الثقافة والإعلام ".وأشار ردّة إلى أن المرجو من الأندية الأدبية هو " أن تدعم المسرح كفعل ثقافي، كدعمه بالنصوص والدراسات والمحاضرات ".وفي حديثه عن التجريب في المسرح قال ردة : التجريب في أساسه عملية هدم للبناء . وأضاف " وعلى ذلك دعوني أبدأ بهدم عنوان المحاضرة لأقول ليس هناك مسرح تجريبي . هناك تجريب في المسرح . وذكر أن مفهوم " المسرح التجريبي " يقتضي أن تكون له قواعد وأسس يبنى عليها وبالتالي سيكون تقليديا وهذا خلط في المفهوم ". وأوضح ردّة أن التجريب في المسرح هو عبارة عن مادة تستخلص من مزيج من عدة مواد للخروج بعمل جديد يختلف كليا عما قبله . وقال إن هناك ابتذالاً للتجريب في المسرح من الذين يقلدون التجارب المسرحية في خارج المملكة دون أن تحوي أعمالهم أي فكرة، وقال " البعض يعتقد أنه يؤدي التجريب في المسرح بينما كل ما يفعله هو عملية قص ولصق من تجارب الآخرين ". ثم علق الكاتب المسرحي محمد السحيمي على وصف فهد ردة للمسرح السعودي مختلفا معه إن الاحوال تحسنت ولم يعد المسرح كذلك، وفي تعريفه للمسرح التجريبي قال " المسرح هو المسرح وكل شخص يقدمه على طريقته ". وتساءل السحيمي عن وجود الجمهور الذي يفهم المسرح التجريبي، وقال " ليس هناك جمهور حقيقي للمسرح، ومعظم جمهور المسرح لدينا يحضر عروضا هدفها التهريج والإضحاك فقط ".وأوعز ذلك إلى عدم وجود " أكاديمية حقيقية " تعلم الشباب وتنشئ جيلاً واعيا بهذا الفن وتطوراته . وأضاف : يجب أن يمارس التجريب بوعي، خصوصا أن الفهم الخاطئ لهذا الفن ما زال كبيرا، مستشهدا ببعض الفرق المسرحية التي ما زالت تقدم بروفاتها في " مواقف السيارات ". وقال : معظم الشباب لا يميز بين أصناف المسرح مما يجعلنا في حاجة أكيدة وواضحة لتوفير بيئة مسرحية تؤهلهم لفهم هذا الفن وممارسته بوعي . فلا يجوز وقال السحيمي أن نختلف على تسمية الولد قبل ولادته . وفي نهاية المحاضرة اتفق الكاتبان المسرحيان فهد ردّة الحارثي ومحمد السحيمي على أن لا علاقة جوهرية بين تطور المسرح السعودي ووجود العنصر النسائي . وانتقدا كذلك عدم توفر " بيئة مسرحية سليمة في المملكة، بعد ذلك أتيحت المداخلات حيث بدأها الدكتور عبدالرحمن المحسني بسؤاله فهد ردّة عن سبب القفز على المسرح التقليدي بالتجريب . وأجاب ردة بقوله : نحن نحترم المسرح التقليدي ولكن لا يجب التوقف عنده . ثم تساءل القاص علي فايع الألمعي : ما الذي ينقصنا لنهوض المسرح السعودي؟ وأجاب ردة : ليس لدينا شيء حتى أقول ما الذي ينقصنا . وأضاف " نحن نطالب منذ سنين بمراكز ثقافية بكل مدينة وقرية دون إجابة سوى الوعود " وتساءل ردة " لا أعلم ..هل الثقافة لدينا رخيصة إلى هذا الحد؟ ".وتساءلت شيمة الشمري من قاعة الخنساء النسائية في مداخلتها " كيف نرتقي بجمهور المسرح؟ ".وأجاب السحيمي : إذا وجد المسرح الحقيقي فسيوحد بالضرورة جمهور راق . وطالبت الزميلة نادية الفواز في مداخلتها بالاعتراف بالفرق النسائية المسرحية الموجودة ودعمها، فيما اعتبرت عدم وجود ذلك إقصاءً للعنصر النسائي عن المسرح السعودي . كذلك تحدثت الدكتورة لبنى العجمي عما أسمته " المنهج الخفي في المسرح ". وفي نهاية الأمسية تحدث رئيس النادي فقدم شكره للمحاضرين على ابداعهما وعلى تألق مدير الحوار وكذلك الجمهور المبدع الذي شارك في تفعيل المحاضرة ثم ابان للحضور بقية المحاضرات والأمسيات المتبقية في برنامج النادي لموسم الصيف ثم اناب عنه مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بأبها الأستاذ أحمد عسيري لتسليم كل محاضر درعاً تكريمياً .