كل الجراحين يخافون من النزف وعمل جراح الأوعية مكان النزف. كل الجراحين يحتاجون جراح الأوعية يوما؛ وكلها أحداث عشناها وسجلناها: المسالك مع قطع شريان الحرقفي في عملية استئصال ورم كلية وليس بين أيدينا جرافت. تمزق الوريد الأجوف السفلي فوق الكبد امتدادا للقلب فتمنيت لنفسي يومها ثماني أيادي مثل راقصة المعبد الهندية، وغير ذلك الكثير. نتائج كل الجراحات تتراوح بين أيام (4 6) كما في خياطة الأمعاء عند الجراح العام، وأسابيع عند جراح العظام، وأشهرا عند جراح الأعصاب. كل حالة تجاوزت الوقت الذهبي حملت مخاطر الموت والانسمام وبتر الطرف. كل نتائج الجراحات تتوقف على نجاح عملية جراح الأوعية الدموية، فالدم ماء الحياة. إنه ماء الحديقة إذا انقطع أصبح العشب غثاء أحوى. جاء في الحديث: ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب. ونحن نكرر نفس القاعدة في عمليات الأوعية الدموية. إذا نجحت التأم الكسر، وبرأ الجرح، وتعافى العصب؛ وإلا فالكارثة. جبهة عمل جراحي الأوعية الدموية واسع جدا من الأطفال الرضع إلى الشيوخ الركع. بين قسطرة عند رضيع تزحلقت عبر السرة إلى أبهر البطن وعلينا أن نسحبها من شريان بقطر صغير. أو عجوز بدأت قدمه بالتعفن فعلينا إصلاح شرايين مخالفين قاعدة لا يصلح العطار ما أفسد الدهر؟ الحكمة تقول: إياكم والاستخفاف بأي عملية فلا نقول عن أي عملية صغيرة حتى نخرج منها. كما حصل مع طبيب كلية أراد استخراج قسطرة دائمة عند مريض فشل كلوي فقطع القسطرة ودخلت إلى القلب فوجب الصيد عميقا لاستخراجها على يد جراح قلب؟ ومن الأمان يأتي كل الخطر فليحذر الطبيب. أو بالعكس من أراد وضع قسطرة في وريد فخذي للغسيل الكلوي مطمئنا إلى وريد هائل الحجم لينتهي بكارثة من فستولا وأم دم كاذبة وتجمع دموي واسوداد الجلد بالنخرة مما تطلب عملية معقدة لإغلاق الفستولا وإصلاح أم الدم الكاذبة بشريان جديد ومعالجة جلد تموت 95 يوما!. كل جراح سيتورط يوما ما في مشكلة وعائية، لذا كان من التأسيس أن يتمرن كل جراح بفترة ستة أشهر على جراحة الأوعية الدموية فليس كل مشفى فيها جراح أوعية والتحويل أحيانا غير ممكن كما في مريض فوق طاولة العمليات اكتشف عنده الجراح إصابة في الوريد الأجوف السفلي. أو طبيب نسائية أراد إيقاف نزف عند حامل وضعت بربط الشرايين الحرقفية أو كما روى لي صديقي الدكتور الحسامي من مشفى جيفهورن (Gifhorn) في ألمانيا في ضرب شريان الكبد عند مريضة في عملية مرارة مما تطلب عملية لاحقة لإصلاح الشريان استغرقت سبع ساعات بدون فائدة تذكر.