ما إن أعلن حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، فوز مرشحه محمد مرسي بمنصب رئيس الجمهورية في الانتخابات الرئاسية المصرية حتى صدحت مكبرات الصوت في المساجد بقطاع غزة بأصوات التهليل والتكبير احتفالاً وابتهاجاً بفوز مرشح الإخوان. وحدد سكان قطاع غزة أربعة مطالب من الرئيس المصري الجديد، وهي رفع الحصار عنهم، والدفع في اتجاه اتمام المصالحة بما لمصر من دور في هذا الملف، ومعاونة غزة على النهوض الاقتصادي والاهتمام بملف القدس. ولم تقف الأمور عند المطالب بل تطورت إلى إطلاق عناصر من حركة حماس الأعيرة النارية في الهواء ابتهاجاً بما اسموه «النصر لقطاع غزة»، وسط مسيرات تابعة للحركة خرجت لتوزيع الحلوى على الغزيّين في شوارع وأزقة مدينتهم. وعكست هذه الاحتفالات حالة القلق الشديد التي عاشها قطاع غزة خلال يومي جولة الإعادة في الانتخابات، والتي جعلت أغلب سكانه لا ينامون خصوصا مع بدء فرز نتائج الانتخابات في مصر وفي ظل التقارب الواضح في نسب التصويت بين محمد مرسي ومنافسه الفريق أحمد شفيق. الغزيّ محمد سلمن عكف على متابعات شاشات التلفزة بشكل متواصل وخصوصاً حين بدأت عملية فرز الأصوات، ويقول سلمن «كنت متخوفاً من فوز أحمد شفيق بجولة الإعادة وحرصت على السهر لساعات الفجر الأولى للإطمئان على النتائج شبه الرسمية لهذه الجولة». وتابع «فوز شفيق كان يعني عودة حصار قطاع غزة والتآمر عليه من قِبَل فلول النظام المصري السابق، لكن بحمد الله فاز محمد مرسي ونأمل أن يسرع في خطوات رفع الحصار عن غزة وإتمام المصالحة الفلسطينية». وعلى الصعيد الرسمي، رحبت حركة حماس بفوز مرشح الإخوان محمد مرسي واعتبرت فوزه انتصاراً لقطاع غزة، وتوقعت أن يقود إلى رفع الحصار المفروض على القطاع. وقال يوسف رزقة مستشار رئيس حكومة حماس بغزة إسماعيل هنية ل «الشرق» : « إنَّ فوز مرسي أمر طبيعي جاء استجابة لروح الثورة المصرية التي أعطته هذا الفوز برفضها عودة النظام القديم ممثلاً بخصمه الفريق أحمد شفيق». وأضاف رزقه «نحن ننظر لهذا الفوز بأمل ونتمنى أن يتمكن الرئيس الجديد من مراجعة ملف العلاقات المصرية الفلسطينية». ودعا رزقة الرئيس المصري الجديد إلى الإسهام برفع الحصار المفروض على قطاع غزة من خلال الحكومة التي ستشكلها القوي الثورية في مصر، مبيناً أنَّ الشعب الفلسطيني ينتظر الكثير من الرئيس مرسي حيث يأمل في أن يُسهِّل السفر عبر معبر رفح وأن يزيد من قدرة غزة على تصدير منتجاتها للدول العربية. وأردف رزقة قائلاً: «ملف القدس يحتاج الكثير من الاهتمام من قِبَل الرئيس الجديد في ظل استمرار استيلاء الاستيطان على الأراضي الفلسطينية وسحب الهويات من قبل الفلسطينيين العرب، إلى الآن لم تحظ القدس بالمساندة الحقيقية».