قد يظن البعض أن رحيل سمو ولي العهد وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف سيشكل فرقا حقيقيا في استراتيجية المملكة في مكافحة الإرهاب أو في مواجهة من يسعون إلى الإخلال بأمن واستقرار المملكة. فالراحل -رحمه الله-، كان سدا منيعا لحفظ أمن وأمان البلاد تحت توجيه القيادة الحكيمة، ما حوله إلى رمز عالمي في مكافحة الإرهاب ودفع وزراء الخارجية العرب إلى تنصيبه رئيسا فخريا لهم. لكن ما يطمئن كل حريص على أمن المملكة ويرد كل طامع خائبا على عقبيه أن سمو ولي العهد -رحمه الله- كان رجلا صاحب رؤية ثاقبة وقرارت حكيمة جعلت من نهجه لمكافحة الإرهاب وحفظ الأمن استراتيجية تغرس أسسها عميقا في فكر الدولة، ولديها القدرة على الاستمرار بنفس الكفاءة والقوة بل وبتطور مستمر. فجامعة نايف للعلوم الأمنية تمثل صرحا تنهل من معينه جميع أجهزة الأمن والشرطة في العالم سعيا للاكتساب من خبرات المملكة في حفظ الأمن وفي مكافحة الإرهاب، ووزارة الداخلية في المملكة تسجل نجاحاتها يوميا في حفظ أمن البلاد والعباد، وعلاقات المملكة الأمنية التي بنتها بصبر ودأب مع محيطها الإقليمي ومع دول العالم راسخة وتزداد قوة يوما بعد يوم، أما برنامج المناصحة فهو مستمر ودول العالم تسعى لتعميم تجربته، وكل ما سبق يمثل مجتمعا ما يمكن وصفه ب «إرث نايف». ولعل تعازي قادة دول العالم التي توالت تشيد بدور الأمير نايف في حفظ الأمن وعملهم الدؤوب معه -رحمه الله- في مواجهة الإرهاب توضح بما لا يدع مجالا للشك الدور المحوري الذي لعبته المملكة بقيادة نايف ورعاية القيادة في الأمن العالمي. والمملكة وهي تودع نايف تدرك تماما أهمية ما خلفه من إرث لها وتدرك أنه لابد من الحفاظ عليه وتسعى لذلك بسواعد أبنائها وحكمة قياداتها، فأمن الوطن أمانة لابد من الحفاظ عليها، وخير من يدرك ذلك أبناء هذا الوطن وعلى رأسهم رجال الداخلية الذين كانوا وسيكونون دائما على الخط الأول في حفظ أمن الوطن والمواطن، مستعينين بالله وسائرين على خطى قائدهم الراحل «نايف».