بدأت قوى المعارضة في السودان استعداداتها للإطاحة بنظام الرئيس عمر البشير وحكومة حزبه المؤتمر الوطني محيطةً تحركاتها بسريةٍ تامة خشية محاولة السلطات إجهاضها. وأكد المعارض السوداني البارز والأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي، كمال عمر، تأهب قوى المعارضة تمهيدا للإطاحة بالنظام الحاكم في السودان، إلا أنه تحفظ على الكشف عن خطط المعارضة لإبعاد الحكومة، معللاّ ذلك بأن «الإفصاح سيضر بسير الخطة»، حسب قوله. وبيَّن كمال عمر أن جميع قادة المعارضة سيتقدمون الصفوف للإطاحة بالحكومة، متوقعا في الوقت ذاته ألا يصمد النظام الحاكم طويلا «خصوصا أنه لن يجد من يسانده دولياً لعزلته»، وفق رؤيته. وتابع « قد ينتهج النظام في أيامه الأخيرة نهج بشار الأسد ولكن سيظهر جيش سوداني حر مهما تحدثوا عن سيطرتهم على المؤسستين العسكرية والأمنية»، مبشِّراً بقرب ما سمَّاه «الربيع السوداني». وكشف عمر عن عكوف المعارضة السودانية على دراسة تجارب الربيع العربي في مصر وليبيا وباقي الدول العربية لتلافي أخطاء المراحل الانتقالية في هذه الدول وخصوصاً ما وقع في ليبيا. ولفت عمر إلى قدرة النظام الحاكم على تجنيب السودان ثورة شعبية إذا وافق على مقترح المعارضة بتشكيل حكومة انتقالية، وحمّل حكومة البشير مسؤولية تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد، قائلاً «كلما كان النظام ديموقراطيا توافرت مساحة للتطوير الاقتصادي، وكلما كان شموليا أدى ذلك لانتشار الفساد في المنظومة الاقتصادية». كما ألقى عمر بمسؤولية انفصال جنوب السودان عن شماله العام الماضي على نظام البشير، واعتبر أن تاريخ السودان لم يشهد تدخلات دولية أدت إلى تفتيته إلا في هذا العهد. وحذر عمر، القيادي في تحالف المعارضة، من انفصال «جنوب كردفان» و»النيل الأزرق» و»دارفور» عن السودان بسبب سياسات المؤتمر الوطني، كاشفاً عن تلقي المعارضة وعوداً من الحركة الشعبية التي تحكم الجنوب بالعودة إلى الوحدة إذا رحل هذا النظام وأتى بديل ديموقراطي.