سوق الشهادات الوهمية في السعودية أصبح رائجاً وملجأً للدجالين الذين يريدون أن يطرّزوا أسماءهم بحرف الدال، لأسباب كثيرة وبالتأكيد جميعها تدلّ على مرض وخلل نفسي، فهناك أسطورة يونانية تُدعى (صندوق باندورا) حيث تقول الأسطورة إن امرأة فضولية فتحت صندوقاً فسمحت بذلك للأمراض أن تخرج من الصندوق وتغزو عالم البشر! تذكرني هذه الأسطورة بواقع الصندوق الحقيقي الذي فُتح في السعودية لأي شخص بأن يحصل على شهادة الدكتوراة وبأي تخصص وبثمن بخس ولم يستطع أحد أن يوقف هذا المرض الذي انتشر انتشاراً سريعاً بين الناس.. وللأسف هناك صمت مطبق ضد الدكاترة الوهميين؛ إلا أن هناك بارقة أمل وحيدة من شخص واحد تولّى مهمة ملاحقة أصحاب الشهادات الكرتونية وهو الدكتور موافق الرويلي عضو مجلس الشورى الذي يعمل وحده في هذا المشروع عبر توصياته في المجلس أو تغريداته في تويتر من خلال المنشن (هلكوني)! الرويلي في تويتر أصبح يلاحق بنفسه كل من حصل على حرف الدال القرطاسي ويكشفهم ويفضحهم، لدرجة أن البعض أخفى الحرف الذهبي والآخر عمل له (بلوك)! الكارثة التي حيّرتني وحيّرت الكثيرين أن هناك عدداً كبيراً من الوهميين وللأسف بعضهم في مناصب والبعض الآخر مثقفون كبار وآخرون يظهرون في الصحافة بكل أنواعها كمنظّرين وعلماء وأيضاً هناك كُتّاب رأي يجرّمون ويحاربون الفساد وهم على رأس المفسدين! أمر محبط غياب الأنظمة والتشريعات في هذا الشأن فوزارة التعليم العالي مهمتها الوحيدة معادلة الشهادات؛ ولكن ماذا عن من حصل على الدال الوهمية وهو على رأس العمل! وماذا عن البقية في القطاع الخاص! وماذا أيضاً عن المتقاعدين الذين شعروا بالفراغ دون حرف الدال! إذا لم يكن هناك تدخل حكومي لوقف الدجل الكرتوني للشهادات فإنني أتوقع أن الدكتور موافق سوف يغير اسمه!