في هذا العهد الزاهر الذي نعيش فيه طفرة كبيرة يقودها ويرعاها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (حفظه الله)، أرى أن منطقة الباحة تقف على أعتاب قفزة حضارية وتنموية كبيرة يقودها ويعمل من أجلها الأمير مشاري بن سعود، أمير منطقة الباحة، بهمة عالية وتوجه صادق وعمل جاد، وراجعوا إن شئتم تصريحات سموه ولقاءاته الصحفية وزياراته الميدانية وحضوره بالمتابعة والتوجيه في العديد من المواقف والمواقع في منطقة الباحة. فحين يبقى سموه متواصلاً مع الجهات المسؤولة حتى ساعة متأخرة من الليل في حالات كثيرة من هطول الأمطار وجريان السيول المنقولة، وحين يكون موجوداً في موقع الحدث في حالات أخرى، وحين يلتقي بعض المتضررين ويعتذر إليهم مما حصل، ويحيي الآمال في نفوسهم، ويعدهم بغدٍ أفضل، وحين يصرح بأنه لن يبقى (من المسؤولين) في الباحة من يعمل لمصلحته الشخصية.. فإن هذه مؤشرات على حرصه الكبير على إنسان وتنمية هذه الأرض. وحين يقول عن بعض المسؤولين في المنطقة وبكل وضوح أنهم يحملون الحب لهذا الوطن والإخلاص له، ولكنهم قدموا كل ما يستطيعون، ولم يعد لديهم المزيد ليخدموا به المنطقة، وأن الإمارة بحاجة لدماء جديدة، وأنه سيعمل على استقطاب الكفاءات التي تخدم المنطقة، فمعنى هذا أنه شخَّص المشكلة التي ربما كانت السبب في تأخير عجلة التنمية في المنطقة، وبدأ العمل على معالجتها، ومعنى ذلك أيضاً أنه يعمل على تنفيذ ما يعد به، وهذا ما نريده بالضبط. فسبق لسموه أن قال: لا تنتظروا مني تغييراً سريعاً. وقال: لا أحب التغيير لمجرد التغيير. وطالب بوقت كاف للتعرف على المنطقة عن قرب.. وها هو من بعد مضي قرابة التسعة أشهر بدأ سموه يعلن من وقت لآخر عن استراتيجيته في التغيير والإحلال. ثم عندما يقول سموه لن أرضى أن ينفذ مشروع الطريق الدائري في مدينة الباحة على مدى تسع سنوات. وعندما يقول إنني سأسعى لإقامة منطقة مركزية وسط الباحة تكون معلماً حضارياً وتجارياً وتراثياً لمنطقة الباحة، وحين يكرر أهمية استثمار المقومات السياحية للمنطقة، ويكرر دعوة رجال الأعمال للاستثمار في المنطقة، وخاصة من أبنائها، وهم الذين سبق وأن دعاهم قبل مجيئه للمنطقة حين التقى ببعض منهم في المنطقة الشرقية وقال لهم مشجعاً ومحفزاً لهم للاستثمار في الباحة (سأكون معقباً لإنجاز أعمالكم)، فهذا دليل على وجود رؤية واضحة لدى سموه لتطوير المنطقة. وحين يقول: من كان لديه دليل قطعي على أي فساد فليأتني به، فهذا يحمل الكثير من الدلالات المهمة، وأن سموه لن يتهاون في اجتثاث أي فساد إداري أو مالي في الإمارة أو في خلافها، وتتضمن إشارة واضحة لكل مسؤول في المنطقة أنه لن يكون بعيداً عن المساءلة. وتأكيده على الدليل القطعي يدل على أن سموه يخشى أن يقع في ظلم الأبرياء وهذه دلالة مهمة تمس حياة المواطن، وتبعث في نفسه الراحة والاطمئنان، وفي هذين الدلالتين إشارة إلى القوة والأمانة. وهذا ليس تطبيلاً ولا تزلفاً – والعياذ بالله – فقد ولى زمن التطبيل والتزلف إلى غير رجعة منذ أن أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (حفظه الله) أن لا عذر لمسؤول في العمل والإنجاز، ومنذ أن أعطى للإعلام حق النقد وحرية الرأي دون تحفظ أو تخوف، بل إن المسؤول المخلص الواعي، صار يضيق ذرعاً بالنهج القديم في المدح لمجرد المدح، ولكن (في المقابل) حرية الرأي وحق النقد لا يعنيان أن نظل نطارد السلبيات فقط لمجرد أن نثبت أننا نستطيع أن نقول للمسيء أسأت، إذ إن من الحق (أيضاً) أن نقول للمحسن أحسنت، فحاجتنا للمدح لا تقل عن حاجتنا للنقد، بشرط الصدق وتوخي المصلحة العامة من وراء كل منهما. من أجل كل ذلك نقول للأمير مشاري بن سعود إن أهالي الباحة وضعوا آمالهم وتطلعاتهم أمانة بين يديك وهم يرون أن منطقتهم تقف على أعتاب نهضة تنموية كبيرة، وينتظرون أن تتحقق بإذن الله على يديك، بما تحظى به مشاريع التنمية عموما باهتمام وعناية من خادم الحرمين الشريفين وبما منحوه لسموكم من حب وثقة، ولما يلحظونه في تعامل سموكم وحديثكم من توجه صادق وجاد وهمة عالية لأخذ منطقة الباحة إلى أبعد ما يمكن تحقيقه، وإنهم يا أبا تركي لمنتظرون.