أولاً دعوني أُقر وأعترف بعبقرية (العمالة الوافدة) التي استطاعت وبكل دهاء وذكاء أن تجرد وتحرم الشباب السعودي (من الجنسين) من الحصول على أي وظيفة كانت(فنية، مهنية، إدارية، قيادية) بإقناعها الشركات والمؤسسات والبنوك وغيرها داخل وخارج المملكة، بأن الشباب السعودي من الجنسين لايحتاج للعمل وأنه كسول واتكالي وغير منتج وكثير الغيابات، إضافة إلى صعوبة الثقة في إخلاصه في العمل. وانطلقت مع مزيد من الندم والأسف هذه الأكاذيب وصدقت (أغلب) هذه الشركات والمؤسسات وغيرها هذه المقولة (الإجرامية – الإجحافية) في حق أبنائنا وبناتنا الذين تحولوا الى طوابير يبحثون عن وظيفة تساعدهم على تأمين رزقهم والحصول على حقهم المشروع من خيرات بلادهم.وتحولت مشكلة البطالة إلى كابوس وأصبحت تتضاعف يوما بعد يوم في بلادنا (أم الخير والخيرات) وواجهت من يبحث عن رزق شريف يؤمن له ولأسرته الراحة والاطمئنان والأمن الأسري. نعم نجح الوافدون في العمل وفشل شباب وشابات الوطن من تغيير هذه المقولة، وقد اطلعت على تقرير صادر عن (بيانات حافز) بأن معدل البطالة بين السعوديين بلغ (1.2 مليون عاطل وعاطلة) يالطيف الطف! وقد احتلت المملكة المرتبة الثانية عالميا بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية في حجم (تحويلات الأجانب إلى بلدانهم). كل ذلك ناتج أن العامل الأجنبي (مفضل) على السعودي ويحصل على وظائف أكثر من السعوديين. وفي تقرير آخر لوزارة العمل أن ثمانية ملايين وافد يعملون في القطاع الخاص السعودي يحولون تقريبا (98) مليار ريال – سعودي – تقريبا (26) مليار دولار أمريكي إلى بلدانهم سنويا، في حين بلغ عدد العاطلين عن العمل في السعودية (448) ألف مواطن ومواطنة (حسب تقرير وزارة العمل)، لتصل نسبة البطالة إلى (10.5) %.وقد قرأت تعريفا لمعنى عاطل لرئيس لجنة الموارد البشرية في الغرف التجارية الأستاذ صالح الحميدان قائلا:»إن من يحمل صفة عاطل هو من كان راغبا في العمل وباحثا عنه».وتحضرني نصيحة قدمها المفتي العام للمملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ «داعيا الدعاة والعلماء إلى الرحمة بالشباب بالتوجيه السليم والنصيحة القيمة،ومساعدتهم لتخطي جميع ظروف الحياة الصعبة، فالشباب بحاجة إلى الرحمة والتحذير من مبادئ الفرقة والاختلاف وفي حاجة إلى الاستقرار النفسي والأسري والاجتماعي والمادي».والآن نعود إلى سؤالنا: «من يصدق أن الشباب السعودي يبحث عن وظائف في دول الخليج؟ للمعلومية فقط هناك آلاف من الخليجيين والعرب والمسلمين وحتى من أسيا وإفريقيا وأوروبا والأمريكيتين بل من جميع بقاع العالم يشغلون وظائف محترمة في السعودية، إلا السعوديين، لماذا يا قطاعنا الخاص؟