من العبارات الشعبية التي يتداولها سكان عسير «يصلى على طرف ثوبه» وهي عبارة ساخرة، تصل ذروة السخرية فيها إذا كان المقصود أحد «حراس الفضيلة» وممن يُعدون حاملي الأمانة التي تبرأت منها السماوات والأرض والجبال. كنت ساذجاً أو سطحياً ومعي كثر بنفس السذاجة والعقلية نقف في نفس الطابور نؤدي التحية العسكرية، حتى وإن كنا مدنيين، لكنها بهرجة الحياة التي تخرج لنا لسانها متشدقة بعقلياتنا التي استخف بها القوم، وأوهمونا أنهم «حراس فضيلة» أتوا من مدينة أفلاطون الفاضلة، ولا بعدهم ولا قبلهم في النزاهة.أهل الفضيلة، لا يتردد أي شخص عن رش عبارات الثناء والتلميع عليهم، وفي نفس الوقت لا يتردد أي مثقف شعبي من وصفهم بعبارة مسني عسير الساخرة «يصلى على طرف ثيابهم». أحاور وأناور وأتعامل مع هذه القائمة بطريقة البيضة والحجرة فلا أدلة كافية ولا براءة تدحض همس المجالس، الذي أعرفه أن الذي لا يؤدي الأمانة كما يجب لن يجد تعاطفاً من أحد، بل نكون في قمة السعادة إذا تعرض للمساءلة، أو كف اليد عن العمل، ففي البلد غير هذا الولد.البعض إذا وصل للمنصب يركل ناموس الحياة، وينسى أن الله يمهل ولا يهمل، وينسى أن مخافة الله أهم من مكانة اجتماعية تؤدي بصاحبها لطريق الغواية وتبعده عن طريق الرشاد، نستجير بالله. في مجالس عسير يتندرون على قائمة «حراس الفضيلة» ويرسلون سهام الليل التي لا تخطئ الذين «يصلى على طرف ثيابهم»… وللحديث بقية.