نحتاج جميعاً للتذكير، فهي تنفع المؤمنين، كما أخبر خالقنا، وفي حب الوالدين، قال -صلى الله عليه وسلم: (رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة) رواه مسلم. وهنا سؤال إلى كل ابن وابنة: لماذا يصنع والداك من أجلك كل هذا ؟ لماذا ضحى والدك براحته وقاسى أعباء الحياة وهجر الفراش وتحمل الكثير من المصاعب؟ ستجيب لقد فعل أبي وأمي كل هذا وأكثر من أجلي، ومن أجل أن أكون سعيدا في حياتي. ناجحا في دراستي وعملي، لقد سعيا أن يجنباني كثيرا مما لقياه في حياتهما. انظر كيف يروي القرآن معاناة أمك: (حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ) إنك لم تر دموعها التي سالت على خدها حين مرضت، وذلك الأب الذي لو خير بين جوعه وجوعك لاختار أن يجوع هو. أما وأنك الآن قد كبرت ورزقت، فلا تنسى تلك الأفضال عليك، وأعلم أنهما لا يحتاجان منك إلا السؤال عنهما وتفقد أحوالهما ولو باتصال هاتفي. غدا يموت والداك. فأذكر وصية ربك: (وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) ولا تنسى أن تبر أصدقاءهما، فإن هذا من أبر البر. ومن أجمل ما أعرضه عليك، ذلك الشاب الذي قال لأمه: أرني قدميك.. فلما أمسكهما قبلهما من أسفلهما.. وقال: علمت أن الجنة هنا. أما الآخر الذي ضرب والده على خده، فأدار له الآخر، وقال هكذا صنعت بوالدي! كما تدين تدان! فيا من نشدت الدفء في غير ملابس! أيها الباحث عن الظل وسط صحراء قاحلة. أيها الباحث عن ماء في أرض سبخة مالحة. أمامك ملبس ليس معه زمهرير، وظل معه الظليل، والماء الزلال من شرب منه ارتوى. وترى أمامك حب الوالدين. فلا تخرج للبحث وتضل الطريق.