الولد قطعة من أبيه وثمرة فؤاده وأمله في الحياة وسعادته التي يرجوها لمستقبله، بذل زهرة شبابه في تربيته وتعليمه وتثقيفه وصرف الغالي والنفيس للمحافظة عليه ودفع الأذى عنه، إلا أننا صرنا إلى زمن يلجأ فيه الولد - وبمجرد أن يقوي ساعده ويشتد - إلى قلب ظهر المجن لوالده الذي رباه خاصة إذا ما صار الوالد كبيرا في السن فتجد من الأبناء من يحتقر أباه ويزدريه لمجرد أنه صار لا يقوى على حمل نفسه ويحتاج إلى ابنه الذي سهر عليه الليالي عندما كان صحيحا في جسمه، فمثل هؤلاء الأبناء لا خير فيهم لأنهم لا يجلبون لآبائهم غير الشقاء والمصائب والبلاء، ومثل هؤلاء تجد أن سيماهم في وجوههم منذ صغرهم، فهم أنفسهم أولئك الذين كلما زاد آباؤهم في النصح يزدادون هم غيا وتجبرا وعنادا لهم. نصيحتي لإخواني الشباب هي... رفقا بآبائكم إخوتي ارحموا هذين الشيخين اللذين لم يألُوَا جهدا في سبيل سعادتكم، ولا تقابلوا إحسانهما إليكم بالإساءة وعطفهما بالجفاء “وقل ربِّ ارحمهما كما رَبَّياني صغيرا” صدق الله العظيم، رفهوا عنهما في كبرهما ببركم لهما، وتذكروا أنكم ستكونون يوما آباء وأنكم يمكن أن تشربوا من نفس الكأس التي سقيتموها إياهم حلوة كانت أم مُرة... أخي كما تدين تدان، فاختر لنفسك ماتريد أن تتعامل بة.