تسبّب الصعود القوي للتيار الإسلامي في مصر في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية، الذي تمثّل في حزب الحرية والعدالة، وحزب النور السلفي، في اشتعال حرب سياسية بين التيار المدني والإسلامي؛ ما دفع بالقوى الليبرالية واليسارية في مصر لبحث سبل التوحّد لمواجهة ما وصفه رئيس حزب التجمع سابقاً، الدكتور رفعت السعيد، ب”تيار العصر”، في إشارة إلى التيار الإسلامي. وعقدت أحزاب الكتلة المصرية، التي تضم “المصريين الأحرار، المصري الديمقراطي الاجتماعي، والتجمع” والعدل والوفد والإصلاح والتنمية وتحالف “الثورة مستمرة”، اجتماعاً لبحث إمكانية التنسيق المشترك؛ من أجل عدم تفتيت الأصوات أمام الإسلاميين. ومن جهته، وجه مؤسس حزب المصريين الأحرار، ساويرس، انتقاداً حاداً لجماعة الإخوان المسلمين، ورأى أنهم طرف في تزوير الانتخابات على الرغم من إدعائهم أنهم متدينون ويطالبون بتطبيق الشريعة الإسلامية، على حد قوله، معلناً استعداده للإعلان عن مصادر تمويل حزب المصريين الأحرار، مقابل إعلان الإخوان المسلمين والسلفيين عن مصادر تمويلهم أيضاً. وأكد ساويرس أنه تلقى اتصالاً هاتفياً من مسؤول بمكتب رئيس دولة عربية، ليؤكد له أن دولة قطر دفعت 100 مليون جنيه لجماعة الإخوان المسلمين، وأن دولاً خليجية دفعت أموالاً طائلة لحزب النور. ومن جهته، ردّ المتحدث الإعلامي للإخوان المسلمين، الدكتور محمود غزلان، أنهم بصدد رفع دعوى قضائية ضد نجيب ساويرس، واتّهامه بسبّ الجماعة وقذفها، مشيراً إلى “أن تمويل الجماعة هو من جيوبهم الخاصة، ومن أموال أعضاء جماعة الإخوان المسلمين”. وكانت جولة الإعادة من المرحلة الأولى لانتخابات برلمان الثورة في مصر انطلقت أمس، وتجرى في تسع محافظات، هي القاهرة والإسكندرية والفيوم وأسيوط ودمياط وكفر الشيخ وبورسعيد والبحر الأحمر والأقصر، ويخوض 47 مرشحاً لحزب الحرية والعدالة جولة الإعادة على مقاعد الفردي، في منافسة شرسة مع مرشحي الكتلة المصرية، التي تضم ثلاثة أحزاب، فضلاً عن مرشحين لحزب النور. وشهدت جولة الإعادة من المرحلة الأولى إقبالاً ضعيفاً من جانب الناخبين. ومن جهته، منع أحد مراقبي اللجنة العليا للانتخابات بالقاهرة مندوبي المرشحين من توزيع دعاية انتخابية لمرشحيهم أمام مجمع المدارس بدار السلام بالدائرة الثامنة، التي تشهد إعادة بين كل من محمد عفيفي محمود مرشح عمال مستقل، ومرشح حزب الحرية والعدالة يسري محمد بيومي على المقعد ذاته. كما منعت قوات الشرطة والجيش الدعاية أمام اللجان الانتخابية بالدائرة الخامسة في عين شمس، التي تشهد إعادة بين أربع مرشحين من حزبي “الحرية والعدالة” و”النور”، بعد نشوب مشادّات بين مندوبي المرشحين أمام عدد من المدارس بالمطرية، منها مدرسة المحمدية الإعدادية ومدرسة رشاد. وعلى الصعيد نفسه، نجحت قوات الأمن بالأقصر في السيطرة على المعركة التي نشبت بين عائلتي الهلايل والتراكي بقرية الزنيقة بصعيد مصر، وتمكنت من إعادة فتح اللجان أمام الناخبين مرة أخرى، بعد إغلاق ستّ لجان منها؛ بسبب المعركة، كما منعت أفراد عائلات الهلايل من الذهاب للجان؛ خوفاً من تجدد الاشتباكات. وكانت معركة بالأسلحة النارية قد نشبت أمس بين العائلتين على خلفية خلافات ثأرية؛ ما تسبب في إغلاق ستّ لجان انتخابية بالقرية لأكثر من نصف ساعة، وبدأت الأحداث في التطور بعد قيام أفراد عائلة الهلايل بإطلاق النار على أحد أفراد عائلة التراكي، أثناء ذهابه إلى اللجان للإدلاء بصوته مستقلاً سيارة أجرة؛ ما أدى إلى إصابة ثلاثة أفراد كانوا في السيارة. تم نقل المصابين إلى مستشفى إسنا المركزي، وقامت أجهزة الأمن بالسيطرة على الموقف، وتمكّنت من إعادة فتح اللجان، كما فرضت كردوناً أمنياً حول اللجان.