حمَل الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم، مرضه معه، فوق مسرح دار الأوبرا، في الحي الثقافي في العاصمة القطرية الدوحة، مشاركاً في فعاليات «وطن يتفتح حرية»، مع عشرات المثقفين العرب والسوريين. لم يمنعه مرضه من تذكر سنواته الخمس التي قضاها في سوريا، مسترجعاً مع الجمهور كيف كانت «سوريا الأسد»، ساخراً، «ألا يمكن أن تكون سوريا الجحش»، غير مصدق أن تحمل لافتة «الصم والبكم يصوتون للأسد»، والنتيجة تكمن في أن «أفراد المخابرات السورية ليسوا بشراً». في بداية الثورة السورية، دعا نجم إلى وقفة ثقافية نصرة لها، وكانت في القاهرة أمام مكتبة مدبولي. يتذكر أن سنواته الخمس في سوريا «كشفت عن طيبة شعب، تشبه طيبة الفلاح المصري الذي يعطي دون انتظار المقابل». وقال قبل إلقاء قصيدته الأولى: لم يكن يسمح لي عمل أمسيات في أماكان عامة وكبيرة، إلا بعد أن ترضى المخابرات»، لكن على الرغم من ذلك «كنت أخرج مع الشاعر العراقي مظفر النواب إلى المخيمات الفلسطينية». تساءل نجم: ماذا يعني أمين القومية العربية؟ في إشارة إلى لقب الأسد، ثم قارن بين القذافي وعبدالناصر والأسد، لتكون قصيدة يلقيها في ذكرى تشرين، وكانت «زيارة لضريح عبدالناصر». لا يتخلى عن لغته الساخرة، لا يستثني منها أحدا، فالطغاة بالنسبة له في سلة واحدة، وللرئيس الراحل أنور السادات خصوصية، حيث «في عهده لم أقض خارج السجن ثلاثة أيام متتابعة»، واصفاً قاتله خالد الإسلامبولي ب»بطل الشعب»، وكتب له قصيدة «الفارس»، مشيراً إلى أنه تعرض لمحاكمة عسكرية في عهد السادات بتهمة «تأليف الشعر»، وذلك بعد نظمه قصيدة «شحاته المعسل»، وبسخرية يقول «حوكمت على قصيدة. ومن المهازل أن القاضي قال شعراً في الثورة وبعدها يصدر أحكاماً عاهرة»، في إشارة إلى الأحكام التي صدرت ضد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، السبت الماضي. ويحلم أن يكون سفره إلى سورية قريباً، و»يستقبلني الثوار في المطار»، لكن الحلم يبقى حلماً، خصوصاً مع اعتذاره عن عدم إكمال الأمسية. الاعتذار عن عدم إكمال الأمسية أتاح مزيداً من الوقت لعازف العود نصير شمة لتنويع مقطوعاته، بين الحديث والقديم، وعزف مقطوعة «بيضاء»، وأهداها لشهداء الربيع العربي، ولمجزرة بابا عمرو في سورية قطعة بذات الاسم. وعزف عملاً قديماً، ألفه بعد وقف إطلاق النار في حرب الخليج الثانية، تحت عنوان «ليل بغداد»، وكان للثورة المصرية نصيب من مقطوعاته، فكانت «2011 دماء وحرية»، والآخر كان ل»مجرزة الحولة» في سوريا «يا مال الشام».