اقرأوا معي هذا الخبر الذي نشرته هذه الصحيفة (24/ 4/ 2012): «حمَّل والد طفل يعاني من شلل رباعي وفقدان للوعي بعد حادثة سير وزارة الصحة مسؤولية أية مضاعفات قد تحصل لابنه. وطالب والد الطفل سراج موسى يحيى بكري الذي يرقد في قسم العناية المركَّزة بمستشفى الملك فهد في جازان منذ ما يقرب من سنتين ونصف إثر إصابة تعرَّض لها في حادث، بتنفيذ الأمر السامي الذي يأمر الصحة بعلاج الطفل سراج خارج السعودية، ومحاسبة المقصرين في عدم تنفيذ هذه الأوامر. وأوضح والد الطفل أن جميع المستشفيات تعذرت عن قبول حالته لعدم توفُّر العلاج المناسب لها، واكتفى مستشفى الملك فهد المركزي في جازان بتقديم العلاج التحفُّظي، مضيفاً أنه بعد تعذُّر المستشفيات في السعودية من علاج سراج توصّلنا إلى مستشفى في ألمانيا الذي أوضح لنا أن نسبة نجاح العلاج لديهم من %50 إلى 70 %. وأضاف: أنه توجَّه للمقام السامي، الذي أمر بتحويل الطفل سراج إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي أو إلى خارج السعودية وعلى نفقة الدولة. وتواصلت «الشرق» مع الناطق الإعلامي في صحة جازان سراج دخن إلا أنه لم يرد على حالة الطفل «سراج» على مدى أسبوع كامل.».. (انتهى) وإذ أعيد نشر أغلب التفاصيل التي نشرتها الشرق، فلأن مثل هذه الحالة الإنسانية تستوجب ذلك، لأن من أحيا نفساً فكأنما أحيا الناس جميعاً! لكني لا أتوقع أن يجيب الناطق الإعلامي ولن تستجيب وزارة الصحة على كل النداءات والبرقيات والتوسلات لأن سراج بكري طفل الثلاث سنوات ابن مواطن بسيط و»غلبان» في الجنوب القصي وليس ابن واحد من عِلية القوم أو وجهاء المجتمع حتى تخرج الأوامر من سجن الورق وعتمة الأدراج إلى نور الواقع وفضاء التنفيذ! بل إنها لا تحتاج لذلك فلو كان هذا الطفل من إياهم لوجدناه في ألمانيا قبل تحرير أية كلمة! إنه شيء غريب ومفجع ومأساوي حين يكون إهمال الناس بمثل هذا العبث وعدم الاكتراث.. طفل يودع العناية المركزة كل هذه السنين ولديه ثلاثة أوامر بالعلاج على نفقة الدولة في ألمانيا، واحد من المقام السامي وواحد من الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله، وأخيرا من سمو أمير منطقة الرياض لكن وزارة الصحة ترفض التنفيذ.. ويبقى سؤالي للوزير: ماذا لو كان ابنك لا سمح الله؟ الأغرب أن أم الطفل جاءت يوماً تسأل الممرضة في مستشفى الملك فهد بجازان عن حال ابنها ذلك اليوم؟ فردّت عليها الممرضة بإنسانية غامرة «تسأليني كيفه إيش تبغيه يقوم يمشي؟»! لي عودة لهذا المستشفى وأحواله التي لا تسر!