في إحدى ليالي الشهر الماضي، وعندما وصلت إلى بيتي الساعة العاشرة مساء، وجدت عدداً من جيراني متجمعين في الشارع، قلت (خير اللهم اجعله خيرا) عرفت أن الكهرباء قطعت، ولاحظت أعينهم متجهة صوب محوّل الضغط العالي، الذي يقع على إحدى زاويا منزلي مباشرة، ولا يفصل بينه وبين جدار منزلي، إلا متران فقط، أخبرني أحدهم أن محوّل الضغط العالي المعلَّق في الهواء على عمودين قد انفجر، قلت تعودنا على ذلك، هذه ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة ، خاصة في فصل الصيف، دخلت بيتي وجدت أطفالي في حالة خوف وفزع وهلع، ليس من انقطاع الكهرباء، وإنما من صوت انفجار المحوّل. مشكلة محافظة ضباء مع الكهرباء، مشكلة قديمة، منذ أن وضعت المؤسسة العامة للكهرباء (الاسم السابق) أول عامود إنارة بالبلدة، وكأن شركة الكهرباء عاجزة عن حلّها، طوال هذا العمر المديد، بل ومصرّة على الاستمرار في الخطأ، وهي أن جميع شبكة الكهرباء بها هوائية، ففضاء البلدة مليء بأسلاك الكهرباء، من بينها وأخطرها أسلاك الضغط العالي، التي تكاد تلامس واجهات بعض المنازل، من شدة قربها منها، بما فيها منزل العبد الفقيرلله، حتى إنني واجهت مشكلة كبيرة عند (تلييس) الواجهة التي تطل على أسلاك الضغط العالي، حُلّت بصعوبة خوفاً على حياة (المليس). والشيء الغريب أو قل المصيبة، إنه حتى الأحياء الجديدة، التي كان يفترض أن تتفادى الشركة فيها هذا الخطأ، وتحرص على أن تكون شبكتها أرضية، حدث العكس مع الأسف، ونفَّذت شبكتها هوائية، ولا أعلم سرّ هذا الإصرار من قبل الشركة على ذلك؟ وكأنه قد كتب علينا، وقدرنا أن تكون جميع شبكة الكهرباء في أحيائنا السكنية، قديمها وجديدها هوائية، دون مراعاة لخطورتها على المواطنين ، بينما نشاهد في مدن أخرى، أن الأحياء الجديدة شبكتها أرضية، ليس ذلك فقط، بل حتى الأحياء القديمة بها، يتمّ تحويل شبكتها من هوائي إلى أرضي. لماذا لم نر هذا الشيء نفسه يعمل ويطبق أو ينفّذ في محافظة ضباء، حتى الآن؟ هل تريد شركة الكهرباء أن توفّر وترشّد من نفقاتها ومصروفاتها على حساب سلامتنا؟ نداء إلى معالي وزير الماء والكهرباء، أوجدوا لنا حلاً مع أسلاك الضغط العالي، حفاظاً على حياتنا، ما هي المشكلة لو تمّ تحويلها من هوائي إلى أرضي؟ كم ستكلف؟ الخير كثير ولله الحمد .