طالت أزمة اليونان والتكهنات بخروجها من منطقة اليورو، سندات الدول الناشئة وصناديقها الاستثمارية خلال تعاملات الأسبوع الماضي، لتسجل السندات أول خسائر منذ شهر يناير الماضي. وذكرت صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية أمس الأول، أن المستثمرين وضعوا أموالهم في صناديق السندات بالأسواق الناشئة خلال الأشهر الماضية، باعتبارها الملاذ الآمن في ضوء التطورات الأخيرة التي تشهدها الأزمة اليونانية. وأوضحت أنه وفقاً لبيانات مؤسسة إي بي إف آر العالمية لإمداد البيانات عن صناديق الاستثمار، فقد شهدت صناديق السندات بالدول الناشئة خروج نحو 478 مليون دولار الأسبوع الماضي، والتي تعادل 0.34% من السندات المدارة بالأسواق الناشئة، وهي أول خسائر منذ الأسبوع المنتهي في 11 يناير من عام 2012. وكشف باركليز كابيتال بنك الاستثمار العالمي، عن تأثر صناديق الأسهم هي الأخرى بعد الشكوك المتزايدة بشأن مستقبل منطقة اليورو والخروج المحتمل لليونان، بعد التدفقات المتواصلة لمدة ثلاثة أسابيع، إذ فقدت صناديق الأسهم بالبلدان الناشئة نحو 1.55 مليار دولار الأسبوع الماضي، التي تمثل 0.25 % من الأصول التي تدار بصناديق الأسهم في تلك الدول، مقارنة بمكاسب بلغت ملياري دولار خلال الأسبوع السابق عليه.وأضاف باركليز كابيتال أن من بين الصناديق الأكثر تضرراً التي ركزت في استثماراتها علي أمريكا اللاتينية، بالإضافة إلي أسواق البرازيل سواء الأوراق المالية أو العملات ، إذ تدهورت عملتها إلي حد كبير، ومن المحتمل أن تلعب البرازيل دوراً كبيراً في تراجع مؤشرات الأسواق الناشئة باعتبارها من الدول الناشئة الكبرى. وأشارت فاينانشال تايمز إلى أن مديري صناديق السندات بالبلدان الناشئة يرون أن تفاقم أزمة الديون بمنطقة اليورو في ظل تعثر اليونان لن يؤثر سلباً علي الأسواق الناشئة، ولكنها ستكون البيئة المناسبة والمواتية للاستثمار، لأن سندات الدول الناشئة ستكون هي الأكثر أماناً، ولكن التأثير الأكبر سيكون في حال تأزم موقف القطاع المصرفي، وبالتالي ستكون عديد من المصارف على مستوى العالم في موقف صعب وليس البنوك في البلدان الناشئة فقط.