استبقت دولة جنوب السودان جولة المفاوضات الجديدة التي بدأت أمس في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بتوجيهات لقادة الحركات الدارفورية بتحالف الجبهة الثورية بالخروج من الجنوب والتوجه إلى دارفور والارتكاز بمناطق جبل «مرة» وشمال وادي «هور». وأبدى قائد ميداني بتحالف الجبهة الثورية قلقه من الخطوة التي تبرهن على أن طي الملف الأمني بين الخرطوموجوبا سيدفع ثمنه قيادات الجبهة الثورية التي توقعت أن تكون الخطوة تكتيكية على اعتبار أن دولة الجنوب يمكن أن تستفيد من قوات الجبهة الثورية إذا انهارت مفاوضات الاتحاد الإفريقي مع دولتي السودان لأي سبب. وكشف المصدر عن تحرك فعلي قامت به قوات الجبهة ممثل في 87 عربة من الجنوب إلى مناطق حدودية لولايات دارفور مع الجنوب قاصدة التوغل إلى عمق المدن والمحليات استعداداً لإدارة عمليات عسكرية بشمال وشرق دارفور بالتركيز على الاتجاه الشمالي بجنوب دارفور واصفاً الروح المعنوية لأفراد قوات الجبهة الثورية بالمتدنية عقب هذه التوجيهات والقرارات من قبل دولة الجنوب. من جهة أخرى نفذت القوات المسلحة انتشارها خارج منطقة أبيي ظهر أمس وقامت بتسليم المنطقة العسكرية والمؤسسات الخدمية إلى قوات حفظ السلام الأممية(يونسفا). وأشاد رئيس اللجنة الإشرافية المشتركة لمنطقة أبيي في مراسم التسليم بقيادة وجنود القوات المسلحة التي عملت على حفظ الأمن بالمنطقة موضحاً أن انتشار القوات خارج أبيي يجيء تنفيذاً لاتفاقية أديس أبابا الموقعة في يونيو للعام 2011م بجانب التزام حكومة السودان بالقرارات الدولية. وأبان أن انتشار اللواء (31) مشاة خارج منطقة أبيي سيشكل عبئا اَخر على قوات (يونسفا) مطالباً القوات الإثيوبية بسد الفراغ وحفظ الأمن إلى حين تكوين إدارية أبيي موضحاً أن اللجنة الإشرافية المشتركة ستبذل جهداً مخلصاً لحماية هذه المنطقة من خلال تشكيل الإدارية والمجلس التشريعي والمؤسسات المدنية بالمنطقة. من جانبها أكدت قيادة اللواء (31) مشاة في كلمة مراسم التسليم أن إعادة انتشار القوات يجيء وفقاً لالتزام حكومة السودان وقواتها المسلحة لضمان استقرار المواطن واحترام السودان لقرارات الاتحاد الإفريقي ولجنة الحكماء رفيعة المستوى برئاسة ثامبو أمبيكي مؤكدة احترام القوات المسلحة للقرارات الدولية ورغبتها في تحقيق السلام وإيقاف آلة الحرب للحفاظ على المجتمع المدني.