أكد صحفيون ل«الشرق» أن قرار مجلس الوزراء، أمس الأول، القاضي بتحويل وكالة الأنباء السعودية إلى هيئة عامة قرار «صائب»، و«ممتاز»، و«طال انتظاره»، وقالوا إنه سيساعد في الأمور المالية ما يعطيها مساحة من أجل التطوير. ورأى المستشار الإعلامي سلطان البازعي أن القرار كان صائباً، ويعطي مزيداً من المرونة الإدارية بعيداً عن البيروقراطية، مضيفاً «هذا إجراء موفق نتمنى أن يحقق ما يصبو إليه أبناء هذا الوطن». وحول مستوى «واس» الحالي، قال «إنه مقبول، ومعتاد، لكن بالتنظيم الجديد سيكون الوضع أفضل». سلطان البازعي وبدا البازعي متفائلاً، مؤكداً أن القرار سينعكس على أداء العاملين، كونه يتماشى مع التطورات الأخرى التي نحظى بها من خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من فترة إلى أخرى. بدوره، ثمن رئيس تحرير صحيفة «اليوم» محمد الوعيل القرار، مؤكداً أن الوكالة ناجحة، وتحويلها إلى مؤسسة مستقلة سيخدم الكادر، ويسمح لها بنجاح أكبر، متوقعاً أن تكون نسبة نجاحها 100%. بينما رأى الكاتب والإعلامي طارق إبراهيم أن تحويل الوكالة إلى هيئة سيساعدها في الجانب المالي، إذ سيكون عندها مرونة في المصروفات، ما سيعطيها مساحة للتطوير، حيث ستستقطب كفاءات مبدعة وقادرة على العمل الإعلامي. وقال «بعدما تحولت إلى هيئات، ننتظر كمواطنين ومهتمين قفزة نوعية في الوسائل الثلاث (إذاعة، وتليفزيون، ووكالة) لأنهم لم يصلوا إلى المستوى المطلوب عطفاً على المنجزات والحراك الاجتماعي والثقافي في البلد». محمد الوعيل وأضاف «وكالة الأنباء ما زالت متخلفة جداً، فهي لا تعدو كونها وسيلة استقبال من الجهات الرسمية، ومن المفترض أن تبادر في صناعة المواد الصحفية بأسلوب تتلهف عليه الوسائل الإعلامية كافة»، مشيراً إلى أهمية أن تركز على التنويع في المواد الصحفية والاهتمام بالصورة والجرافيكس. وأوضح «لكونها تابعة للدولة سيكون لديها سلطة وإمكانات أكبر لمخاطبة الجهات التي تقدم المعلومة، على عكس الصحفي العادي الذي قد يلاقي صعوبات في الوصول للجهات المعنية». وقال «القرار جميل، لكنني أخشى ألا يكون هناك تنفيذ لتحقيق أهداف القرار، فالجهات المعنية لو عملت بشكل صحيح فمن الممكن أن يكون هناك بداية للتخصيص الكامل». وقال مسؤول التحرير في صحيفة «الشرق الأوسط» بمكتب الدمام ميزرا الخويلدي:»أرى أن القرار ممتاز، بل كان القطاع الإعلامي ينتظره منذ فترة طويلة». ميرزا الخويلدي وأكد أن إخراج المؤسسات الثلاث (الإذاعة والتليفزيون والوكالة) ساهم في إخراج البيروقراطية الإدارية لوزارة الثقافة والإعلام، موضحاً أن القرار سيساهم في ضخ قدر كبير من الكفاءات الإدارية للجسم الصحفي، وسيجعل الوكالة تستقل بمعاييرها بعيداً عن الحالة البيروقراطية. وأكد أن تحويلها سيجعلها تخضع للمهنية أكثر من أي شيء آخر، مضيفاً «سنكون أمام مؤسسة بانطلاقة وروح جديدة تواكب حركة الإعلام اليوم». وقال «ننتظر منها أن تكون قادرة على المنافسة، وأن تكون قادرة على اجتذاب الكفاءات». وعما إذا كان القرار سيساهم في إدخال البطالة لعدد من العاملين الحاليين، نفى الخويلدي أن يحدث ذلك، مؤكداً أن وضع المؤسسات سيوفر عناصر جذب ومنافسة للقطاع الإعلامي الذي يعاني من شح في المتخصصين. وأضاف «لا نخشى من ذلك، فمن لديه القدرة والكفاءة والتأهيل من المستحيل أن تتخلى عنه المؤسسة، وفي الأخير هذا سوق، والسوق شديد المنافسة». وأشار الخويلدي إلى المؤسسات التي كانت تابعة للحكومة سابقاً، كالهاتف، فحينما استقلت أعطت خير مثال للقدرة على التطوير، ولم تسرح أحداً، بل جرى تأهيلهم، وزادت امتيازاتهم الوظيفية. وحول وضع «واس» الحالي، أوضح الخويلدي أن وضعها لا يسر، لأننا أمام انكشاف إعلامي هائل، وقدرة هائلة على الوصول إلى المعلومة، واقتحام الخبر للمشاهد، فالخبر صار يفرض نفسه على الجميع، ومن غير المنصف أن يتم تكبيلها بقيود بيروقراطية يجعلها غير قادرة على المنافسة. وأكد أنه في عصر الفضاء المفتوح لم يعد من اللائق أن تبقى الوكالة تعمل ضمن آليات بيروقراطية تقيد محرريها. وحول المنتظر من الوكالة، قال «سنرى بعد عام من اليوم، وسننظر للتجربة أسوة بالتجارب الحية التي شاهدناها في عدد من الدول المجاورة، كالبحرين والإمارات اللتين جرى فيهما تحويل المؤسسات الحكومية إلى مؤسسات مستقلة، وما جرى بعد ذلك من تطوير وتحسين في أدائها». ورأى أن تحويلها مجرد خطوة أولى، وهي بحاجة في الوقت الحالي لإدارة قادرة على المنافسة. تركي بن سلطان: القرار نقطة تحول في تاريخ «واس» والإذاعة والتليفزيون الرياض – الشرق قال نائب وزير الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية الأمير تركي بن سلطان بن عبدالعزيز، إن قرار مجلس الوزراء القاضي بتحويل كل من الإذاعة والتليفزيون ووكالة الأنباء السعودية إلى هيئتين عامتين، يعد نقطة تحول في تاريخ الإذاعة والتليفزيون والوكالة. وأضاف أن القرار يسجل في منظومة التحديث والتطوير التي يقودها خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، ومواكبة لتطورات العصر الإعلامية والتثقيفية ووسائلهما المتعددة الحديثة. وأكد أن العاملين في هذه المرافق سوف يبذلون جهدهم لتحقيق طموحات الدولة من خلال الموضوعية ومصداقية الكلمة وخدمة رسالة المملكة محلياً وعربياً ودولياً وفق السياسة الإعلامية لهذه البلاد المباركة. وبهذه المناسبة، رفع نائب وزير الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية، برقية شكر وتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وقال في تصريح صحافي: باسم الأسرة الإعلامية أرفع شكري وتقديري لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – على موافقته الكريمة على نظام هيئتي الإذاعة والتليفزيون ووكالة الأنباء السعودية، وحرصه على التطوير لهذه المرافق الإعلامية المهمة التي تعتبر صوت المملكة مسموعاً ومرئياً ومقروءاً.