عاشت مدينة حماة يوم أمس وأول أمس حرباً حقيقية، سقط فيها عدد كبير من الشهداء تمكن الناشطون من توثيق خمسين اسماً منهم، وتجاوز عدد الجرحى المائتين، نتيجة القصف المدفعي والصاروخي على معظم أحياء المدينة، وأكد شهود عيان أن أبنية سكنية في منطقتي مشاع جنوب الملعب وضاحية أبي الفداء هدمت فوق ساكنيها وأن أحداً لم يستطع الوصول إلى الضحايا والجرحى تحت الأنقاض بسبب إطلاق النار الكثيف، وبسبب توالي الانفجارات بمعدل انفجار كل ثلاث دقائق، في حين اضطر معظم السكان للجلوس في ممرات المنازل وعلى الأرض لتجنب الرصاص الذي يخترق النوافذ، بينما تعاني المدينة نقصاً حاداً في مواد الإسعافات الأولية وأكياس الدم ويتعذر وصول الأطباء والممرضين إلى معظم أماكن وجود الجرحى من مدارس ومستشفيات ومساجد. وفي تطور نوعي جديد للثورة السورية، دخل تجار وسط العاصمة دمشق إلى خط الاحتجاجات وبدؤوا صباح أمس إضرابهم احتجاجاً على مجازر النظام في حمص وحماة، إضافة إلى التصعيد الأمني غير المسبوق في أحياء دمشق، وقال شاهد عيان إنه تجول في أسواق دمشق الساعة التاسعة صباحاً وكانت أسواق البذورية والحريقة ومدحت باشا والحميدية وباب الجابية وباب سريجة مغلقة بالكامل، مضيفاً أنه حين عاد نحو الساعة الحادية عشرة ظهراً إلى البذورية وجد ضباطاً وعناصر جيش بالعتاد الكامل يخلعون أقفال المحال التجارية وخلال نصف ساعة تمكنوا من كسر أقفال نحو خمسين محلاً، وحدثت مشاجرة في سوق مدحت باشا بين عناصر الأمن والتجار، فهجمت قطعان من الشبيحة على الناس، ما دفع الجميع للفرار. سوق الحريقة مغلق تقريبا بنسبة 60% بعد إجبار الأمن لبعض التجار على فتح محلاتهم، كما نفذ إضراب في مخيم اليرموك ذي الغالبية الفلسطينية وكان في شارع راما بنسبة 90% ،وإضراب عام وشامل في كل من سوق الحميدية – باب الجابية – البزورية – سوق الخياطين – سوق الصوف – مدحت باشا – ببيلا – قبر عاتكة – نهر عيشة – حوش بلاس. يذكر أن هذا الإضراب يعد الأخطر على النظام في حال استمراره، لأنه في الثمانينيات تمكن النظام من ضبط تجار دمشق خلال قمعه لتمرد الإخوان المسلمين عن طريق غرفة تجارة دمشق ورئيسها آنذاك بدر الدين الشلاح، ويروى أن حافظ الأسد قال حينها إنه «لو وقف الناس والتجار في دمشق مع الإخوان لذهبنا إلى بيوتنا».على صعيد آخر، وفي سياق ادعاءات السلطات السورية عن تشكيل لجنة تحقيق في مجزرة الحولة، وعلمت «الشرق» أن مصدرا في الأمن الجنائي ذكر أن فريقاً من خبراء الأدلة الجنائية بدمشق توجه إلى الحولة، ولكن ليس بهدف التحقيق والبحث عن أدلة، وإنما لمحو الأدلة الحقيقية واختلاق أدلة جديدة لتوثيقها في تحقيقهم المزعوم، مشيراً إلى وجود خطة محددة مرسومة سلفاً تتضمن مسح آثار الآليات من المنطقة بأكملها.وفي خبر غير مؤكد من البوكمال، ذكر شهود عيان أن طائرات عمودية يعتقد أنها عراقية قصفت ست شاحنات تحمل على الأرجح أسلحة للجيش الحر ودمرتها بالكامل.