أعرب كبير مراسلي صحيفة “الاندبندنت” البريطانية في بغداد “باتريك كوبيرن” عن قلقله مع اقتراب موعد استكمال القوات الأمريكية الانسحاب من العراق خلال الأيام القليلة المقبلة، حيث ينظر العراقيون بقلق إلى الأحداث الجارية في الدول المجاورة لبلدهم والمآلات التي ستنتهي إليها. ورغم أن الأوضاع في العاصمة العراقية حالياً أفضل بكثير من السنوات السابقة، إذ يذكر أهل بغداد سنوات العنف الطائفي خلال الأعوام 2003-2009، والمخاوف من عودة العنف الطائفي مازالت قائمة لدى العديد من العراقيين. وحول احتمالات عودة الحرب الطائفية بين السنة والشيعة في العراق،خاصة في العاصمة بغداد، تبدو هذه الأخيرة أفضل حالاً مقارنة مع السنوات السابقة إذ تراجعت نقاط التفتيش كثيراً، وبالتالي حركة السير أفضل حالاً، والمتاجر تفتح حتى وقت متأخر من المساء، والكهرباء متوفرة حوالي سبع ساعات يومياً، وفقاً لكوبيرن.. ويشير كوبيرن إلى أنه “من الواضح معرفة الانتماء الطائفي للأشخاص الذين باتوا اليوم يسيطرون على شؤون بغداد وبالتالي شؤون العراق، فجميع نقاط التفتيش بين المطار والمنطقة الخضراء في العاصمة تزينها الرايات السوداء والملصقات الخاصة بعاشوراء، وحتى المطاعم والنوادي في شارع أبو نواس علقت على مداخلها صورة كبيرة للإمام الحسين –رضي الله عنه-”. ورغم أن حكومة ائتلافية تحكم الآن العراق نظريا لكن الواقع يشير إلى أن الشيعة يسيطرون على مقاليد الأمور فهم يمثلون 78% من عناصر ومسؤولي وزارة الداخلية و90% من كودار ومنتسبي وزارة الدفاع حسب المراسل. وعن ماهية الإسلام السياسي الذي بدأ يهيمن على الساحة السياسية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؟ يشير إلى أن” ابرز ملامح هذا الإسلام هو الابتعاد عن التطرف وإيديولوجيا جماعات الإسلام السياسي العنيفة والتي تؤمن بالعنف “مثل تنظيم القاعدة. وتناول المراسل المستقبل الذي يواجهه العراق بعد انسحاب القوات الأمريكية، ومستقبل منطقة الشرق الأوسط في أعقاب ما شهدته من تحولات سياسية خلال الفترة القصيرة الماضية، والتي باتت تعرف الآن “ربيع الثورات العربية”. وقال إن “النتائج الأولية التي أشارت إلى تقدم الإسلاميين في الانتخابات المصرية قد عزز مخاوف الغرب من المستقبل الذي تواجهه هذه المنطقة من دون أن يعني ذلك نهاية الديمقراطية والسياسات الليبرالية”. ويقول محرر الشؤون الخارجية في الصحيفة إن “صعود الإسلام السياسي قد يكون المَعْلم الأبرز لربيع الثورات العربية، وهذا الأمر لا يجب أن يكون مستغرباً لأنه لو جرت انتخابات في دول مثل مصر وتونس وليبيا والمغرب واليمن قبل عقدين من الزمن لكانت النتيجة نفسها”. أمريكا | الإسلاميين | العراق