«كان الشاعر حمزة شحاتة لاعب كرة قدم في النادي الرياضي بجدة، وكان يلعب ويتمرن بنظارته الطبية في حالة فريدة محليا وربما على مستوى العالم»!. هذا ما كتبه د.عبدالله مناع في كتابه القيم (تاريخ ما لم يؤرخ: جدة، الإنسان والمكان). إذا كان حمزة شحاتة لاعبا فريدا، فهو أيضا – لمن لا يعرفه – أديب رائد عربيا وليس محليا فقط، ألا يكفي أن يقال أن محاضرته الشهيرة (الرجولة عماد الخلق الفاضل) عام 1938 في جمعية الإسعاف الخيرية بمكة أحدثت زلزالا فكريا. استمرت المحاضرة أكثر من 5 ساعات قوطعت بالتصفيق أكثر من 30 مرة. من أقوال حمزة شحاتة العميقة: «الرذيلة لا تنتصر إلا متى كان صوتها قويا، وصوتها لا يكون قويا إلا إذا نفخت في بوق الفضيلة». أنصح القارئ باقتناء كتاب (رفات عقل) لأديبنا الكبير، من كتابه: «الذبح يؤلم الخرفان، لكنه لا يحركها للثورة ولا يدفعها للهرب، وهناك شعوب لا يمكن اختراع أسباب لتحريكها مع أنها تتألم». كان (شحاتة) أبا رائعا لبناته، ومع ذلك، كانت تجربته مع المرأة الحبيبة غير موفقة، انظر إلى مقولته القاسية: «تغمض المرأة عينيها حين تقبلها، لأنها تتخيل رجلا آخر»، يا للهول!. كلف المربي المكي محمد فدا مساعده محمد سعيد طيب بإرسال تنكة «جراك» إلى مصر بناء على طلب حمزة شحاتة. بعدها بفترة يلتقي (الطيب) بحمزة شحاتة في جدة، يسأل (الطيب): هل وصل (الجراك)؟ يرد (شحاتة) ضاحكا: هو لو كان وصل كان شفتني هنا!. قال أدونيس: «حمزة شحاتة أهم من كل شعراء مصر في فترته.. لديكم هذا العملاق، أخرجوه من عزلته»!.