حلَّ رئيس الحكومة المغربية القيادي الإسلامي عبد الإله بنكيران أمس الخميس بتونس في زيارة عمل بدعوة من نظيره الإسلامي حمادي الجبالي، وتأتي هذه الزيارة بعد خيبة أمل الإسلاميين في البلدين عقب الانتخابات في الجزائر، التي كرَّست هيمنة الوضع السياسي القائم وأبعدت إسلاميي الجزائر عن المشهد. وبحسب المعطيات المتوافرة ل «الشرق»، فإن واقع ومستقبل اتحاد المغرب العربي سيكون له نصيب الأسد في المباحثات التي سيجريها عبد الإله بنكيران مع المسؤولين التونسيين، خصوصاً أن الرئيس التونسي، منصف المرزوقي، تعهد بإعادة الروح للاتحاد المشلول منذ قيامه، معتبراً الأمر أولوية من أولوياته السياسية. وكانت حكومة بنكيران تراهن على صعود الإسلاميين في الجزائر على أمل أن يحمل ذلك انتعاشة للمنطقة من خلال تفعيل دور الاتحاد المغاربي ورسم تغيير في المواقف التي تتبناها الجزائر تجاه ملف الصحراء المغربية. وتتزامن الزيارة مع القرار الذي اتخذه المغرب بشأن عدم التعامل مع كريستوفر روس المكلَّف من طرف الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بمعالجة ملف الصحراء المغربية، بسبب تهميشه لمقترح الحكم الذاتي، فيما أعلن بان كي مون تشبثه به. وكان الوزير المنتدب في الخارجية المغربية، يوسف العمراني، أكد في جلسةٍ خصصها البرلمان المغربي لملف الصحراء، أن الرباط اتصلت بجميع الدول الكبرى المهتمة بالنزاع وجرى إبلاغها موقف المغرب الرافض لكريستوفر روس. ولم تعلن أي دولة من الدول حتى الآن عن موقف واضح ورسمي من قرار المغرب الذي يسعى إلى جمع الدعم لتأييده في قراره، وخصوصاً من الدول التي يعتبرها صديقة له ومن بينها تونس، علما أن فرنسا، كانت الدولة الوحيدة التي أكدت، بعد صعود الرئيس الجديد الاشتراكي فرانسوا هولاند إلى الحكم، أنها تأخذ بعين الاعتبار الموقف المغربي وتؤيد الحكم الذاتي كحل للنزاع. ومن المقرر أن يجري بن كيران مباحثات مع الرئيس التونسي المرزوقي ويلتقي عددا من كبار المسؤولين التونسيين في مقدمتهم رئيس الحكومة التونسية حمادي الجبالي ورئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر ليبحث معهم العلاقات الثنائية إضافةً إلى أهم القضايا المتعلقة بالمنطقة.