أثار صعود الإسلاميين في المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية بمصر مخاوف كثير من الليبراليين والمسيحيين والمبدعين إلا أن نائب رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور عصام العريان طمأن المسيحيين، قائلا: “إن الإخوان لا ينظرون إلي الأقباط كمواطنين درجة ثانية وإجبارهم على دفع “الجزية” كما يزعم البعض، مضيفا أن الإمام الشهيد حسن البنا قرر قاعدة فقهية جديدة للمواطنة، لتعيش الشعوب العربية والإسلامية تحت شعار وطني، حين قال “نظام الجزية لم يعد له مجال في الفقه الإسلامي الحديث”. وقال الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد “إنه لا خوف من صعود الإسلاميين إلى السلطة في مصر،لأن هذه هي الديمقراطية والانتخابات إحدى نتائجها وهي في النهاية إرادة الشعب التي يجب أن نحترمها، معربا عن أمله أن يطور الإسلاميون أدواتهم وفكرهم بما يمكّنهم من التعايش مع أدوات العصر”. إلا أن مكرم محمد لم يخف قلقه من صعود السلفيين والإخوان قائلا: “هذا يزيد من المخاوف على حرية الرأي والإبداع والشعور بالقلق على مصير الفنون”، خاصة بعد تصريح المرشح السلفي في الإسكندرية عبد المنعم الشحات “أدب نجيب محفوظ يحض على الرذيلة، وهذا هو رأيي”، وأيده المتحدث باسم السلفيين نادر بكار قائلا: “الأضواء كانت تسلط على هذا النوع فقط من الأدب بينما يتم تجاهل أدب محترم لأمثال نبيل فاروق وأحمد خالد توفيق وغيرهما، ونحن لسنا ضد الإبداع الأدبي المحترم الذي لا يختلف عليه اثنان، ويظهر من عنوانه كما يقولون”، وعلق الروائي يوسف القعيد قائلا: “هذا كلام مؤسف ومحزن، ومَنْ قال هذا الكلام على أدب “محفوظ” لم يقرأه، ويبدو أن هناك كارثة ستحل برموز مصر”، وقال القعيد “إن ما يحدث شيء خطير جداً والخاسر الوحيد هو مصر، ويحدث هذا في وطن مهدد بالانقسام. أما نائب المرشد العام للإخوان المسلمين خيرت الشاطر، فقال إن هناك تجارب إسلامية حديثة في العالم مثل: تركيا وماليزيا، فهذه الدول أخذت النظام الحديث إلى حد ما وخلطته أو راعت الخصوصية الثقافية لشعوبها، لذلك نريد أن نبني نهضة بلدنا على أساس المرجعية الإسلامية، فحزب التجمع على سبيل المثالالأحزاب الليبرالية تنطلق من المرجعية الليبرالية والرأسمالية، ونحن كإخوان مسلمين ننطلق من مرجعية إسلامية. فيما أشار زعيم حزب الغد أيمن نور إلى “أنه ما دام الحزب الإسلامي ليس متشددا أو متطرفا فلا أعتقد أنه يوجد أي خطر. في وصوله إلى الحكم، لأن ذلك سيعزز من مبدأ المشاركة .