رمضان زيدان تابعت كغيري ما تناقلته وسائل الإعلام والصحافة، عن حصول معجم المشيقح التقني لمصطلحات العلوم الزراعية والبيئية على جائزة وزارة الثقافة والإعلام، في معرض الكتاب بالرياض، فقمت بتوقيع أدبي على ورقتي، ابتهاجاً وفرحاً بالمبدعين الأفذاذ، الذين تقدموا لحصد الجوائز العلمية، بكل جدارة واقتدار. إنّ العقل البشري الطموح، واللامحدود في إبداعه وتفرده، يرنو، دائماً وأبداً، متطلعاً إلى تحقيق السبق والريادة، متوشحاً بنبوغه العلمي، يبحث مبتكراً، ويدقق مدكراً، للوصول إلى كل جديد في عالمه المتميز والفريد، يتوق إلى مآثر التجديد، ليدفع بركب الإبداع والنبوغ إلى الأمام، متسلحاً بوعي ثقافي، ودافع ذاتي، ينبع من إيمانه العميق بمدى كون العقل البشري، عنصراً مؤثراً في قوى النبوغ والإبداع، ليتسنى له النهوض والتقدم، لمواكبة العصر، بما لديه من رصيد فكري رصين، وإدراك شمولي لحقيقة ماهيته الفكرية، ومكانته العلمية، على أساس إيماني، وأهداف تنموية، تدعو كل مثقف ومبدع وعالم، أن يدلي بدلوه في محيطه العلمي، الذي تتصارع وتتسابق وتنصهر فيه الأفكار، لتخرج علينا من خضم الإبداع العلمي. وإننا لنرى ذلك جلياً واضحاً، وضوح الصبح المنير، لكل متطلع بصير في معجم المشيقح التقني، بما له من تفرد في الطرح، ومصداقية في البحث، وتأصيل للمصطلح العلمي، ليعد مرجعاً في هذا التخصص. وإننا لنُجِلُّ بحق، ونحترم بصدق، ونقدر بإعزاز، التخصص العلمي في المجالات الإنسانية والعلمية، كي يبقى لكلٍ وجهته التي هو موليها، ومقصده النبيل الذي يجد نفسه من خلاله، عنصراً معطاءاً، ومؤثراً ومتميزاً، ليتاح له من خلال تخصصه وتوجهه، أن يقدم شيئاً إبداعياً، يكون مرجعاً في حياة الدارسين، ومنهلاً على درب الواردين، إلى تلك الحياض المصطلحية والعلمية التي لا تنضب، فيكون لذلك أثره البالغ في حياتهم، ليتأهل العقل من خلاله، كي يخوض غماره البحثي في تخوم الفكر الإنساني، فتكون المحصلة النهائية: انصهار للتخصصات العلمية في قالب تنموي موحد، يعطي البشرية دوراً ريادياً، قائماً على أصول ونظريات علمية، للوصول بالركب البشري إلى غايته في تحقيق طموحه. إنّ التخصص القائم على أسس علمية قويمة، يتبناها العقل البشري، لتتم صياغتها على أرض الواقع، مشيِّداً من خلالها فكرته الطموحة، التي تتملاها الأعين، وتتوق إلى مكانتها العقول المبدعة، وتهفو إلى سنامها وذراها الأنفس المتطلعة، إلى بلوغ المراتب العلا، من خلال الكوكبة العلمية، من رجال الفكر والوعي الحصيف. إنّ المنهج العلمي المستنير، الذي انتهجه المعجم التقني لمصطلحات العلوم الزراعية والبيئية، يسوق لنا من الدلالات المرجعية، والنظريات العلمية، جهداً إبداعياً، تكلّف كثيرا من العناء، بحثاً ودراسة وفكراً، ليخرج علينا في صورته العلمية الرصينة، ومنهجيته المتخصصة، والمتشبعة بفكر يبشر بمستقبل واعد، لجيل تتوفر له كافة أدوات الإنتاج والبذل والعطاء، فكان جديراً أن يتوج ذلك الجهد العظيم، بتاج الكفاح والعرق والجد والمثابرة. وجاء يوم الجائزة، ليتوج المعجم التقني بهذه القلادة الرفيعة من قبل الوزارة، ليتبوأ مكانته بين الصفوة والمبدعين. إنّ العمل الدؤوب، والتواصل البحثي الحثيث، والفكرة الإبداعية الطموحة، التي قدمها المعجم كانت دافعاً أصيلاً، ليتربع هذا المعجم على كرسي الصدارة والريادة. إنّ التصور المصطلحي الذي قدمه المعجم، هو غاية النبوغ والإبداع في الحقل الزراعي والقطاع البيئي، لتقديم المصطلح العلمي، الذي تتلاقى فيه الأفكار والرؤى، ليتحقق من خلاله الإبداع والتميز التقني. وكان من أهم أسباب حصول المعجم على الجائزة الرفيعة، رؤيته العلمية الخاصة، وطابعه المتفرد، ونهجه المتجدد، الذي يمضي في رحابه كل دارس وباحث، ومريد لعالمه الإبداعي، لخلق أنموذج مشرف في المجال الحيوي الذي يلمسه كل متخصص في الحياة العلمية والمصطلحية. ولعلني أوجز، حباً وإعجاباً، وثناءً وعرفاناً، في هذه الأبيات: مشيقح في سماء المبدعينا تحلق نابغاً فذاً رصينا حباك الله من فيض العلوم لتصبح مرجعاً للواردينا جعلت من الزراعة نعم غرسٍ وللبيئات تشتاق الغصون أتيت بمعجم التقني نبعاً وبالأفكار ترتاد السنينا وتجري من روافدك النهور بنات الفكر بايعن البنينا على الوثبات ترتسم المعاني بنهج قد أتى حقاً مبينا وتسبق للصدارة بالنبوغ على الإبداع قد صرت معينا وتبني يا مشيقح في صروحٍ وللعلياء قد فُقت الظنونا رأينا من نبوغك فيض علمٍ ليجني من تفكرك البنون فبالإبداع للعلماء شأنٌ تمخض رفعة دنيا ودينا