مر ما يقارب السبع سنوات، بعد ما قامت أمانة العاصمة المقدسة بتمديد شبكات الصرف الصحي لمخططات الشرائع، التي تربو على الثلاثة عشر مخططاً. وقد استبشر الأهالي خيراً بتلك الشبكة، كي تغنيهم عن تلك المبالغ التي يدفعونها لأصحاب الصهاريج 250 ريالا للحمولة الواحدة حيث يستقطع كل مواطن جزءا من دخله من أجل سحب تلك المياه، حتى لا تمتلئ بها الشوارع. إلا أنّ بعض ضعاف النفوس، الذين لا يأبهون للبلدية، ولا يضعون لها اعتباراً، قاموا بتفريغ مياه بياراتهم في الشبكة قبل أن تُستكمل! مما أدى إلى الطفح القذر، وإغراق شوارع وطرق الشرائع بالمياه القذرة، الآسنة، السيئة، المسيئة، المضرّة بالإنسان والبيئة! فانتشر البعوض، وانتشرت الروائح الكريهة، وتشقق الأسفلت، وزادت معاناة سائقي المركبات، وأصحاب المحلات الواقعة بالقرب من تلك المستنقعات! ست سنوات ونيف والأمانة ساكتة وراضية! والمواطنون ساكتون، لكنهم يعانون الأمرين، بل معاناتهم مضاعفة عشرات المرات. وقد أصبح وضع الأحياء صعبا للغاية، وقد أبدى السكان مخاوفهم من انعكاس ذلك على صحة الأطفال الصغار، مستنكرين أن يظل الوضع هكذا، مناشدين الجهات ذات الصلة بالتحرك، لأنّ الأمر يتعلق بصحة فلذات أكبادهم، في ظل تزايد مياه الصرف الصحي، التي تختلط بالأوساخ، وأصبحت مأوىً للبعوض والحشرات الضارة التي تهدد صحة السكان.