حول ازدهار الصين هونغ كونغ مركزاً رئيسياً للمزادات الخاصة بالتحف الفنية، إذ تفتتح الخميس معرضها الكبير للفنون المعاصرة، مستفيدة أيضاً من إقبال الصينيين الكثيف على أعمال الرسامين والفنانين التشكيليين البارزين. ويضم معرض هونغ الدولي للفنون المعروف ب”آرت أتش كاي” 266 غاليري من 38 بلداً، نصفها من الشرق، والنصف الآخر من الغرب. وتأتي التحف المعروضة بغالبيتها معاصرة، غير أنه من الممكن أيضاً مشاهدة تحف فنية تعود للقرن التاسع عشر. ويقول مانيوس رنفروو مدير المعرض لوكالة فرانس برس “تلقينا 700 طلب ل266 عرضاً”، وأشار إلى الارتفاع الملحوظ في الطلبات التي أرسلتها البلدان الغربية، مقارنة مع العام 2011. يضيف أن “سوق الفنون مرتبط بالمال. ومصدر الثراء الأبرز حالياً هو آسيا”. لم تؤثر أزمة الديون في أوروبا، والأسواق المالية المتعثرة، على أسعار التحف الفنية التي بلغت مستويات قياسية مؤخراً، إذ أن كبار الأثرياء باتوا يبحثون عن صفقات غير مالية يستثمرون فيها أموالهم الطائلة. فأصبحت هونغ كونغ مقر الأسواق المالية والمصرفية التقليدية في الصين، ثالث أكبر مركز عالمي للمزادات بعد نيويوركولندن، وذلك في غضون خمسة أعوام. وبات الصينيون يزايدون للحصول على زجاجات النبيذ والمجوهرات الفاخرة والتحف الفنية التي غالباً ما تكون صينية. وعلى الرغم من أسعار العقارات الخيالية، يتهافت أصحاب دور العرض الغربيون لفتح فروع لهم في هذه المستعمرة البريطانية السابقة. وفتحت دور عرض “غاغوزيان”، و”وايت كيوب”، و”أكوافيا”، و”سايمن لي”، و”بيرل لام” فروعاً لها في هونغ كونغ منذ فترة وجيزة، في حين تسعى منذ سنوات حكومة المنطقة التابعة للصين، والتي تتمتع بحكم شبه ذاتي إلى بناء مجمع ثقافي وفني كبير في خليج كولون. وتوضح بيرل لام التي تعتبر أكثر شهرة في الغرب مما هي في مسقط رأسها، أن “هونغ كونغ باتت، منذ الدورة الاولى من معرض +آرت إتش كاي+ التي نظمت قبل أربع سنوات، مركزا للفنون المعاصرة ينافس لندنونيويورك”. وهي سوف تعرض ابتداء من الخميس تحفا من الفنون التجريدية الصينية. وكان ازدهار سوق الفنون في الصين قد دفع معرض “آرت بازل” وهو أكبر معرض للفنون المعاصرة في العالم، إلى تملك غالبية أسهم “آرت أتش كاي” منذ عام. ومن المتوقع أن تنظم دورة العام 2013 تحت راية “آرت بازل”. وفي بيان نشر الأسبوع الماضي، أعلنت آنيت شونهولزر التي تساهم في إدارة هذه التظاهرة “يسعدنا أن نطلق معرض “آرت بازل” جديد في آسيا. فنحن شهدنا على النمو الملحوظ الذي تسجله الساحة الفنية في آسيا منذ سنوات”. ولم يغب عن بال مانيوس رنفروو الذي سيبقى مديراً للمعرض في هونغ كونغ، أن الناس قالوا له خلال الدورة الأولى من هذه الفعالية في العام 2008 أن هونغ كونغ أشبه ب”صحراء ثقافية”. لكن الأحوال تبدلت اليوم “وراحت عناصر مختلفة من “البيئة الثقافية” تجمع في هونغ كونغ”، على حد قول مانيوس رنفروي. لا شك في أن التحف الفنية تبقى استثماراً مربحاً بالنسبة إلى عدد كبير من الأغنياء، غير أن مانيوس رنفروو يدعو المشترين إلى تقدير القيمة الفنية التي تختزنها التحفة وعدم اعتبارها وسيلة لتحقيق الأرباح عند ارتفاع الأسعار. أ ف ب | هونغ كونغ