اعتبرت الممثل الاستشاري في المملكة لدار «كريستيز» العالمية المتخصصة في مجالات المزادات، السيدة حياة شبكشي، أن مفهوم الدور الذي تلعبه المزادات يتفاوت من دولة إلى أخرى، مشيرةً إلى أن للدار دورًا مهمًا في نشر الثقافة الحقيقية للمزادات، ونشر التوعية حول طريقة التقييم والبيع والشراء بمنتهى الشفافية، من خلال عرض الكاتالوجات وتسويق المزاد بين الناس لكي يتعرّفوا على المزادات والشفافية التي تتمتع بها، وقالت: “وجدنا صدى إيجابيًا في دبي حيث تُعقد مزاداتنا، وفي مصر أيضًا، ولا نزال نعمل جاهدين لتعزيز هذا الدور في المملكة وفي باقي دول المنطقة”. وعن المزاد الخيري الذي أقامته الدار سابقًا في المملكة وجمعت خلاله مبلغ 2.3 مليون ريال سعودي لصالح مؤسسة العرفان الخيرية في مكة، ومعرض الفن الإسلامي الذي نظمته الدار في السفارة السعودية في المملكة المتحدة في السابق أيضًا، أوضحت شبكشي أن هذه المزادات جرت قبل تعيينها في هذا المنصب، حيث إنها عُينت في شهر سبتمبر 2010 الماضي، ولكنها أكدت أن مثل هذه الفعاليات الخيرية تُعتبر من ثوابت استراتيجيتنا بالمنطقة، ومن الأنشطة الوشيكة المقبلة، على هذا الصعيد، مزاد “الأعمال الفنية العربية والإيرانية والتركية الحديثة والمعاصرة” المقرَّر إقامته في دبي في 19 أبريل المقبل، إذ سيسهم رَيْع بيع ستة أعمال سعودية من مجموعة “حافة الجزيرة العربية” التي حطّت الرّحال في عواصم عالمية عدّة في تمويل ندوة إبداعية دولية تستضيفها جدّة في ديسمبر 2011 بمشاركة حشد من المهتمين بالحركة الفنية السعودية المعاصرة والمتابعين لها من حول العالم. وتحدثت شبكشي عن مهمتها مع الدار، بعد أن أصبحت ممثلًا لها في المملكة العربية السعودية، فأشارت إلى أن المملكة تزخر بالعديد من المواهب الشابة المبدعة، وأنا مهمتي تتمثّل في المقام الأول، بالتعريف بمزادات دار «كريستيز» وأهميتها وإمكانية المشاركة بأيّ منها حول العالم، وهنا أودّ أن أشير إلى أن «كريستيز» تعقد أكثر من أربعمائة مزاد سنويًا في عشر عواصم ومُدن حول العالم، مثل: نيويورك ولندن وباريس وهونغ كونغ ودبي، كما تعمل الدار على الأخذ بيد الفنانين السعوديين المعاصرين نحو العالمية عبر مزاداتنا التي تتمتع بالوصول إلى عدد كبير من كبار المُقتنين العالميين والإقليميين الذين يواظبون على المشاركة في مزاداتنا أينما انعقدت، وكذلك نقوم بمساعدة الكثير ممن لديهم قطع فنية سعودية أو غيرها في أن يقوموا بتقييم قطعهم بشكل صحيح، وأما عن التحديات التي نواجهها فهي أننا بحاجة إلى توعية الناس بأهمية المزادات ودورها لأن ثقافة المزادات ليست لدينا ونحن نحاول أن نوّعي الناس بطريقة البيع والاختيار والشراء بطريقة صحيحة. وعن الفنانين السعوديين، ومدى إسهام الدار في إبرازهم ودعمهم، أشارت السيدة حياة شبكشي إلى أنه حاليًا تُعرض أعمال للفنان السعودي أحمد ماطر في المتحف البريطاني ولديه أيضًا عمل مخطوط في كاليفورنيا، وتعمل «حافة الجزيرة العربية» مع الكثير من الفنانين والفنانات السعوديين من أمثال: أيمن يسري وأحمد ماطر ومها ملوّح وعبدالناصر غارم وغيرهم، وقد أسهم معرض «حافة الجزيرة العربية» الذي تنقّل بين اسطنبول والبندقية وعدد من مُدن العالم في التعريف عالميًا بالحركة الفنية في المملكة، كما سيستضيف مركز دبي المالي العالمي معرض Terminal بمشاركة أعمال لفنانين سعوديين الذين هم أعضاء بالمشروع الإبداعي في «حافة الجزيرة العربية» تزامنًا مع انطلاقة معرض «آرت دبي 2011»، أهم تظاهرة فنية وإبداعية بالمنطقة. وحول تاريخ ومستقبل علاقة دار «كريستيز» مع المملكة، ومشاركات الأعمال الفنية السعودية في المزادات التي نظمتها الدار، أوضحت شبكشي أن «كريستيز» تُعتبر من أقدم دُور المزادات العالمية المرموقة، بل أكثرها انتشارًا في العالم، إذ تضم أكثر من خمسين مكتبًا حول العالم في أوروبا وأمريكا وآسيا، وبما تحويه من انتشار في غالب مدن ودول العالم في هونغ كونغ ونيورك وجنيف وأمستردام ودبي، وقد حققت الدار من خلال مزاداتها في دبي منذ سنة 2006 حتى الآن إيرادات فاقت 200 مليون دولار، وتعرض الدار في مزاداتها كل ما يتعلق بالأعمال الفنية المعاصرة والحديثة والمجوهرات والساعات الفاخرة والتحف والكتب القديمة والتي تتراوح أعمارها بين القرن الثامن عشر إلى القرن الواحد والعشرين. وأما مشاركات الفنانين والفنانات السعوديين فهي عديدة، والدار تسهم في عرضها، وسبق أن عرضت الدار مجموعة كبيرة من مقتنيات أمين مدينة جدة السابق محمد سعيد فارسي، كما عرضت الدار أعمال الفنانين أحمد ماطر وأيمن يسري والفنانة ريم الفيصل وبيعت هذه الأعمال بالكامل في المزاد السابق وبأسعار ممتازة جدًا، وفي شهر أبريل المقبل لدينا ستة أعمال تجمعنا مع «حافة الجزيرة العربية»Edge of Arabia، وهي دار ترعى الفن التشكيلي السعودي الحديث وسيعود رَيْع تلك الأعمال لدعم البرنامج التعليمي المنبثق عن مشروع «حافة الجزيرة العربية»، هذا بالإضافة إلى تنظيم ورش عمل فنية بمدارس السعودية وجامعاتها ضمن إطار المشروع المذكور الذي سيُتوَّج بانعقاد ندوة دولية بمدينة جدة.