وصف نائب رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لمعاهد البحوث الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد، صناعة البيئة بالواعدة. وقال في كلمته أمس في افتتاح المؤتمر السعودي الدولي لتقنية البيئة الذي تنظمه مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، إن المملكة تهتم كثيرا بالمحافظة على البيئة وتنمية مواردها الطبيعية، ونقل وتوطين تقنياتها في البلاد. وأضاف أن هناك اعتقادا خاطئا عند بعض الدول بأن الدول المنتجة والمصدرة للبترول لا تهتم بمجال البيئة، مؤكدا أن المملكة وهي أكبر دولة مصدرة للبترول تولي اهتماماً كبيراً بالبيئة والمحافظة عليها، وقد اقترح خادم الحرمين الشريفين إنشاء صندوق للأوبك لدراسة التأثيرات البيئية وساهمت المملكة ب 300 مليون دولار دعماً للصندوق. وانطلقت فعاليات المؤتمر بثلاث جلسات، الأولى ترأسها مساعد المشرف على معهد بحوث الطاقة الذرية بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور ماجد بخاري حول»النفايات وتلوث التربة والمعالجة»، وتضمنت خمس أوراق علمية، تحدث في الأولى المحاضر في الكيمياء الإشعاعية في جامعة مانشستر الدكتور غاريث لو عن الحد من انتقال العناصر المشعة الموجودة تحت سطح الأرض المعالجة البيولوجية»، مبيناً أن الدول المتقدمة في العقود الأخيرة تتخلص من النفايات المشعة عبر المعالجة الجيولوجية العميقة، مثل عنصر نبيتينيوم الفلزي الذي يعدّ أحد العناصر المشعة الخطرة في باطن الأرض. وفي الورقة الثانية، تحدث المهندس مسعود أحمد، من جامعة ميموريال في كندا عن تطوير التقنية من حيث التكلفة بشكل فاعل لإزالة منتجات المعمقات من نظام مياه الشرب، وبين فيها آلية تشكيل المطهر من خلال الإنتاج في أنظمة شرب المياه في المجتمعات الصغيرة، إذ يتم جمع عينات من المياه من أماكن مختلفة من أنظمة إمدادات المياه بعد المعالجة بالكلور. واستعرض الأستاذ في جامعة الملك سعود الدكتور أحمد رشدي، « «تشكيل المنتجات التي تشبه النفط عن طريق الانحلال الحراري المائي للإطارات المستهلكة والتالفة عند درجة حرارة من 150 إلى 400 درجة مئوية»، وأشارإلى أنه يتم التخلص من نفايات الإطارات الخردة في مدافن النفايات مما يسبب مشاكل بيئية وصحية، ويعد الانحلال الحراري بمثابة وسيلة من الوسائل المفيدة لإعادة تدوير الإطارات الخردة. وفي الجلسة الثانية حول «النفايات وتلوث التربة والمعالجة» قدمت ورقتا عمل، الأولى تحدث فيها وكيل معهد الملك عبدالله لتقنية النانو الدكتور زيد العثمان، عن «تحويل بعض المخلفات الصلبة إلى ممتزات عالية الكفاءة لتطبيقات معالجة المياه العادمة»، مبيناً أن زيادة الأنشطة الصناعية وامتداد المحاصيل الزراعية سبب رئيس في تجمع النفايات الصلبة التي إذا لم يتم إدارتها بشكل صحيح فسوف تسبب العديد من المشاكل البيئية، ودعا إلى استخدام التحلل الحراري باعتباره أحد الطرق المستخدمة لاستعادة الطاقة والمادة من النفايات، وتحويل بعض المخلفات العضوية الصلبة لمواد ذات كفاءة امتزازية عالية للتطبيقات البيئية. فيما استعرض اختصاصي ملوثات بيئية في خدمة الحياة البرية وصيد الأسماك الأمريكية الدكتور إدوارد كاركي «معالجة تلوث التربة وحماية النظم الإيكولوجية»، وجاءت الجلسة الثالثة برئاسة المشرف على المركز الوطني لتقنية البيئة في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور بدر الحربي بعنوان «تلوث الهواء وجودة الهواء»، وطرحت خلالها أربع أوراق علمية، إذ تناول الأستاذ المشارك في جامعة باريس ديدرو الدكتور بينويت لورنت، «التقدم والتحديات في نمذجة الغبار والعواصف الغبارية». وعرض الأستاذ بجامعة ميومريال الكندية الدكتور طاهر حسين، ل»تقنيات التحكم وتقييم ومراقبة تلوث الهواء في المملكة نهج متكامل»، وتحدث عن الحالة الراهنة لجودة الهواء في المملكة مع الوكالات والمنظمات الرئيسة المنخرطة في قطاعات متعددة، موضحاً أنه سيتم تحديد الرصد والتقييم والتحكم المتكامل لجودة الهواء والرصد الابتكاري المتعدد والنمذجة وقواعد بيانات وأدوات التحكم بالتلوث. واختتمت الجلسة بورقة «تقنيات التحكم في الانبعاثات الناجمة عن حركة المرور على الطرق في المملكة» وقدمها مدير الشؤون البيئية في الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) الدكتور أحمد الحازمي، الذي بين أن المدن الكبرى في المملكة تنمو بسرعة بسبب الزيادة في أعداد السيارات، داعيا إلى استخدام تقنيات فاعلة كتقنية محلول ماء اليوريا للتخفيف من أكسيد النيتروجين والجسيمات العالقة المنبعثة من الحافلات والشاحنات التي تعمل بالديزل. ويعقد المؤتمر اليوم ثلاث جلسات تتناول خمسة موضوعات عن «تلوث الهواء وجودته»، بينما تعقد الثلاثاء ورشة عمل عن» تقييم المخاطر الصحية». الأمير تركي يلقي كلمته