ألّا تصل الأحلام أبداً خير من أن تأتي متأخرة! الأحلام حينما تأتي متأخرة، تأتي هرمة، مثقلة بالخيبات، وانكسارات هزائم الزمن! فحلم يتحقق في أرذل العمر مدعاة للحزن والبكاء، والغصات التي تتداعى فيجرّ بعضها بعضاً! لا تنتظروا حتى يأخذكم قطار الزمن إلى محطة تالية من العمر، تتأملون أن حلماً ما ينتظركم عندها! تحايلوا على الزمن وسافروا إلى أحلامكم! ربما لن تجدوا شيئاً في «المحطة الأمل»، لكنكم ستكسبون عمراً كنتم ستنفقونه في الانتظار! ربما ستصدمكم بعض الأحلام بأن مطاردتها أجمل من القبض عليها، لكنكم تفاديتم أن ترافقها صدمة أخرى: خسارة الزمن! ربما وجدتم الحلم هناك، وكم هو جميل أن يتحقق ومازال في العمر متسع! سافروا إلى أحلامكم ولا تنتظروها، فالحياة أقصر من أن تحتمل الانتظار! فقط سافروا أنتم إلى الغد ولا ترحّلوا أحلامكم إليه كلما حاق بها احتمال الفناء! إن خفتم فناءها فهي أحلام تافهة لا تستحقكم! الحاضر الذي يجعلكم تحنون لماضٍ رمادي، حاضر أسود يغتال الأحلام! الأسوأ منهما مستقبل لا لون له! فلوّنوا مستقبلكم بحلم قزحي واذهبوا إليه! لا تصدقوا أن الزمن كفيل بتحقيق الأحلام! ولتحذروا تلك الأحلام التي تضرب لكم موعداً على حافة العمر! هناك ستغافلكم وتركلكم حين غرة إلى هاوية سحيقة، حينها ستكتشفون أن الزمن ليس كفيلاً بأي شيء، سوى قضم سنيّ العمر كما بدين يلتهم شرائح «الشيبس» بشراهة!