قال القاص والروائي يوسف المحيميد إن وجود وكيل «أدبي» في الغرب يترك للكتاب فرصة الكتابة وتسهيل الإجراءات الخاصة بالمفاوضات وتوقيع العقود مع الناشر، والمشاركة في الحوارات الصحفية والندوات. وأكد المحيميد جدوى وجود وكيل عن الكاتب، موضحاً أنه «لو ظهر وكيل أدبيّ متخصص (في المملكة) سيظهر عدد من الوكلاء سريعاً». جاء ذلك خلال محاضرة قدمها المحيميد، في نادي المنطقة الشرقية الأدبي، مساء أمس، في الدمام، أدارها الناقد الدكتور مبارك الخالدي، الذي استهل الأمسية، بإشارة إلى مؤلفات المحيميد الشعرية والقصصية والروائية. واستعرض المحيميد تجربته في المجال الأدبي، مؤكداً أن السؤال عن انتقاله من الشعر للقصة القصيرة، يطرح عليه كثيراً، موضحاً أنه لا يحب أن يسمى شاعراً. وذكر إن قراءاته هي التي جعلته يتنقل بين أصناف الكتابة، مشيراً إلى قراءته للأساطير الشعبية في المرحلة الابتدائية، واستماعه للقصص التي تسردها أخته، وقراءة الروايات العالمية المترجمة. وأوضح أن قراءته للأدب المحلي، أثناء دراسته في المرحلة الثانوية، ساهمت في ارتباطه بالقصة القصيرة، ما دفعه لإصدار مجموعة قصصية. وقال إن أحد الأستاذة الذين كانوا يدرسونه في الجامعة (كان مشرفاً للنشاط الثقافي)، أثر في حياته، وقاده للكاتب يوسف إدريس ونجيب محفوظ وعبد الرحمن منيف، مؤكداً أنه رغم أنه كان يدرس العلوم الإدارية، إلا أنه كان مهتماً بالأدب. وتطرق إلى مرحلة الثمانينيات، التي وصفها بأنها فترة ازدهار القصة القصيرة، ومرحلة التسعينيات، التي قال إنها شهدت «تورطه» بالشعر، مشيراً إلى أن أسماء أثرت على تجربته في استلهام الشعر، ما دفعه لتجربة كتابة الشعر، قبل أن يتوقف. وحول كتابة الرواية، أوضح أن بداياته كانت صعبة في هذا المجال، مشيراً إلى أنه في تجربته الأولى «لغط موتى»، كان يعجز عن كتابة أكثر من ثلاثين صفحة، أما رواية «القارورة»، فكانت تحديا له في التحدث على لسان امرأة، وقال عن رواية «الحمام لا يطير في بريدة»، إنها كانت بمثابة الحلم لديه، في الطرح الجاد. وتحدث عن الروايات العالمية، التي أثرت فيه، مثل «عالم صوفي»، و»خفة الكائن» وروايات وقصص جابرييل جارسيا ماركيز. كما تطرق إلى الروايات اليابانية التي قرأها. وعرج المحيميد، في المحاضرة، إلى الحديث عن النشر، موضحاً أنه يشعر بألم لواقع النشر في الوطن العربي، الذي لا تعرف فيه دور النشر وظيفة «المحرر»، مؤكداً أهمية وجوده في أي دار نشر، ليراجع الأعمال كي تظهر بصيغة مرضية بعيدة عن الانتقادات. وقارن بين تجربة الطباعة في الدور العربية والأجنبية، موضحاً اهتمام الأجنبية بالتفاصيل الدقيقة، مستشهداً بما افترضته دار نشر أجنبية على روائي عربي، بزيادة 25 ألف كلمة على روايته المكتوبة باللغة الإنجليزية، لأن شخصية الرواية غير مشبعة.