ألمح اتحاداً وتضامناً بين وزارتي الصحة والتعليم، جعله الله اتحاد خيرٍ وبركةٍ وعمَّ بنفعهِ الجميع، ويبدو أنَّه اتحادٌ من نوع «أنا وابن عمي على المواطن»، إذ لم يسفر سوى عن اجتماع حضره رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم لتفعيل ممارسة الرياضة بالمدارس، ورغم أني أجهل على أي أساس تمت دعوة محمد عيد، فإن المسألة كلها غير واضحة الأدوار. مثلاً: هل يكمن دور وزارة الصحة في إسعاف من يغمى عليه أثناء الرياضة المدرسية؟!، على أية حال، هو اجتماع «فرائحي» ولا نريد إفساد فرحة أحد، آخر ثمرة اتحاد التعليم والصحة إرسال عشر سعوديات يتسلقن جبل إيفرست للتوعية بمخاطر «سرطان الثدي»! وليس لتعجبي من هذا الخبر سوى ثلاثة أسباب، إما أني شخص حاقد – لاسمح الله – يحارب نجاحات الآخرين، أو أنَّ هذا الخبر ضرب رأسي بفأس من التعجب، أو أني أمام نوع جديد من التوعية أكبر من عقلي واستيعابي، أعتقد أنَّ أخواتي اللاتي سيزج بهن لتسلق أعلى قمة جبل في العالم سيجدن أنفسهن لو تسلقن جبل «أبو قارة» في الأحساء لكان أوفر لهن وأكثر فاعلية، ما هي النتيجة المرجوة في مجال التوعية إذا تسلق عشر نساء سواء من قريبات المريضات، أو ممَّن كتب الله لهن الشفاء منه جبل إيفرست؟! هل سيعدن بعد تسلق الجبل ليشرحن للبقية عن مشقة تسلق «إيفرست» أم عن المرض؟! أم إنَّه عرض مثل العروض التجارية «امرضي وتسلقي إيفرست»، الذي ربما لا تعرفه الصحة والتعليم أنَّ أكثر المصابات بهذا المرض – عافاهن الله – عندهن شحن «بعشرة» أكثر نفعاً وفائدة من «شحططة» جبل إيفرست، أوووه نسيت، ربما يريدون توعية نساء الهمالايا!