تتساهل بعض النساء في اعتمادها على الخادمة المنزلية في تربية أطفالها، في حين يحذّرعلماء التربية من ذلك، مؤكِّدين أن سلبيات تربية الخادمات للأطفال أكثر من إيجابياتها، منوّهين إلى أهمية نشأة الأطفال بسلام، فيما ترفض بعض الأسر تربية الخادمة للأطفال، وتقتصرعلى الاعتماد عليها خارج نطاق العناية بالطفل. تربية الأطفال وتحدثت المواطنة سارة التميمي من مدينة حائل إلى الشرق، وهي معلمة في إحدى المدارس وأم لطفلين، وبيّنت أنها تعتمد على الخادمة في كل شيء حتى في تربية الأطفال، وتقول «اقتصر الأمر في بدايته على ترتيب الخادمة للمنزل وتنظيفه، ثم امتد بعد ذلك إلى الاعتماد عليها في تربية الأطفال، مشيرة إلى ظروفها التي دفعتها إلى ذلك، فهي معلمة تضطر إلى الغياب في الفترة الصباحية، ولا تستطيع أن تترك طفليها في مكان ما، كون عائلتها تسكن في منطقة بعيدة، مبيّنة أنها تثق في خادمتها، ولم تلحظ عليها ما يثيرالشك، وتعتمد عليها في تربية الأطفال، والاعتناء بهم في حال ذهبت إلى مكان آخر. ولا تتفق ريم سعود وهي معلمة وأم لثلاثة أطفال مع رأي سارة فترفض أن تتدخل الخادمة في تربية أطفالها والاعتناء بهم، وترى أنها مسؤولية كل أم، كونها المصدر الأساسي لتربيتهم، ويثير قلقها أن يكتسب أطفالها عادات قد لا تكون جيدة من خادمتها، منوّهة أنها لم تر أي شيء سيئ من الخادمة وتعتمد عليها في كل شيء إلا في تربية أبنائها، فتقوم بترك طفليها الاثنين في حضانة تقع قرب المدرسة التي تعمل بها. العادات والتقاليد وأكَّد المستشار الأسري و عميد كلية المجتمع في جامعة حائل الدكتور فرحان بن سالم العنزي للشرق، على وجود تأثير سلبي ينتج من تربية الخادمة للأطفال لعدة حيثيات، أهمها انتماؤها إلى عادات مختلفة تماماً عن العادات العربية، وقال» الخادمة غير مؤهلة غالباً للتربية والتعامل مع الأطفال، كما أنها تعاني من بعض الضغوط النفسية كنتيجة طبيعية للغربة وفقدانها الكثير من الحاجات النفسية والاجتماعية، مبيناً أن هذه العوامل تعمل على نشأة الطفل في بيئة متشرّبة بثقافات وعادات تتعارض مع قيم وعادات مجتمعه الأصلي، فضلاً عن أنه يحرم من الحنان والانتماء وغيرها من الحاجات النفسية والاجتماعية التي لا يمكن تجاهلها في بناء شخصية الطفل السويّة». ونوّه العنزي إلى أهمية شغل الخادمة بالأعمال المنزلية فقط، وعدم السماح لها بتربية الطفل، فهي مسؤولية الوالدين ولا يجوز توكيلها إلى غيرهما، وأضاف «ينبغي توفير دورالحضانة في أماكن العمل، وتحديد ساعاته، وتحديد الأولويات من أجل توفير الرعاية السليمة للأطفال.