سلمان رامس تشهد جزيرة تاروت في الفترة الراهنة صراعاً كبيراً بين البيئة والمهتمين بها من جهة ومشروعات تطوير الجزيرة والمنادين لها من جهة أخرى، وبيّنت دراسة قديمة قام بها أحد الطلبة في بحث تخرجه ويدعى فوزي الفرحان من جامعة الملك فيصل بالدمام، حيث أجرى استبياناً على 35 متخصصاً في مجال التخطيط الهندسي والعمارة التقليدية، رأى 34 منهم أن جزيرة تاروت صالحة لأن تكون مركزاً ترفيهياً وسياحياً جذاباً لما تمتلكه من مقومات جغرافية. وما بين مشروع تطوير الواجهات البحرية والشواطئ التي تشمل أعمال الردميات والساند البحري بكورنيش سنابس، ضمن مسار الطريق الحلقي المحيط بجزيرة تاروت والممتد من الواجهة البحرية بدارين من الجهة الشرقية التي تقوم بلدية محافظة القطيف بتنفيذها في الجزيرة، بعد اعتمادها من اللجنة الخماسية المكونة من “هيئة الأرصاد وحماية البيئة، وحرس الحدود، والثروة السمكية، والشؤون البلدية والقروية، ووزارة المالية “، وما بين جمعية الصيادين في المنطقة الشرقية التي تقف عقبة في وجه الأهالي الذين ينتظرون إنشاء الكورنيش وتطويره منذ فترة طويلة، بسبب اعتراضات الجمعية ممثلة في نائب رئيسها والناشط البيئي جعفر الصفواني الذي انتقد مراراً أعمال الردم في المنطقة، مُحملاً المسؤولية للجنة الخماسية في الحفاظ على البيئة البحرية، متسائلاً عن جدّية الجهات المعنية في المحافظة على هذه الثروة الوطنية، التي تتمثل في آخر ما تبقى من غابة أشجار المانجروف في المنطقة، التي تعدّ من أفضل البيئات في العالم، لتكاثر الأحياء البحرية. وفي دراسة جغرافية ميدانية شاملة عن جزيرة تاروت أجراها الباحث والمؤرخ سلمان رامس في كتابٍ له، تناول في جزء منه طرق وآليات تطوير جزيرة تاروت، وأكدت الدراسة أن إنشاء كورنيش دائري يحيط بالجزيرة هو مشروع حيوي لا يمكن الاستغناء عنه، وهو يوفر مساحة ترفيهية تحتاج إليها الجزيرة. وأوضح الرامس ل”الشرق” أهمية الجانب البيئي والمحافظة على الثروة الوطنية التي تتمثل بأشجار القرم في خليج تاروت، وفي جانب آخر توفير الخدمات المناسبة للمواطنين، التي تتناسب مع متطلبات العصر وما يتطلع له الأهالي من تطوير الجزيرة، مطالباً البلدية بتنفيذ المشروع الحيوي للجزيرة بأسرع وقت، مع الأخذ في الاعتبار أن المشروع سيكلف المنطقة بيئياً حيث ستخسر المنطقة أشجار القرم، التي لها دور بيئي مهم، ما لم تضع له الحلول المناسبة للخروج من هذا المأزق، وقال “إننا حريصون على عدم الإخلال بالنظام البيئي، وفي نفس الوقت أهمية إحاطة الجزيرة بكورنيش يربطها بالواجهة البحرية بالقطيف، لذلك يجب إعادة استزراع القرم بعد دراسة وافية من قِبل المختصين، بحيث يُزرع بعيداً عن المد العمراني، وبذلك نعوض ما نفقده بالقرب من الجزيرة، ولابد من أن ينفذ المشروعان البيئي والعمراني جنباً إلى جنب في الأهمية والوقت”. ودعا كل المعنيين بهذا الموضوع إلى الاجتماع من أجل مناقشة سبل تطوير الجزيرة والحفاظ على البيئة، ووضع حلولٍ بعيدة المدى لا تضرّ بالجانبين وتعطي صورة مشرقة للمنطقة.