المدينة المنورة – عبدالرحمن حمودة الاستعانة بخبراء الأممالمتحدة في مشروعات الهيئة ومخططها الشامل اشتراطات لتوثيق مشروع مسار السنة من الحرم لقباء بالشواهد التاريخية 16 طابقاً الحد الأعلى لمباني «مركزية المدينة» بما فيها المواقف ساحة للباعة المؤقتين ومبنى حكومي ومعارض وثلاثة فنادق وأسواق تجارية كشف الأمين العام لهيئة تطوير المدينةالمنورة المهندس محمد العلي عن تعديل الهيئة لتصميم عدد من المشروعات الحيوية بالمنطقة المركزية في المدينةالمنورة، مؤكداً في حوار مع “الشرق” أنه ليس من المناسب منح تصاريح إنشاء مبانٍ شاهقة بالمنطقة المركزية، لكيلا تغطي على المسجد النبوي الشريف، فضلا عن متطلبات الأمن والسلامة وحركة الحشود بها. وأشار إلى التناغم في العمل بين أمانة المدينة وهيئة التطوير، لإظهار المدينة بالمكانة التي تليق بها وخدمة سكانها، مضيفا أن تطوير المناطق العشوائية من مشروعات الهيئة المستقبلية. * تسلمتم عهدة تطوير المدينةالمنورة منذ فترة، ما هي أبرز التغيرات التي شهدتها المنطقة بعد توليكم مهام تطويرها؟ - إن أبرز ما قامت به الهيئة إعادة الحياة للمشروعات المتوقفة، ومن أهمها مشروعات تقاطعات الطريق الدائري الأول، والأنفاق المؤدية للمسجد النبوي، وأنفاق المشاة، ومعالجة الإشكاليات والسلبيات التي أدت إلى التوقف، وتطلب ذلك مراجعة شاملة للتصاميم السابقة، وتم تعديلها لتحقيق انسيابية الحركة المرورية، إضافة إلى إعطاء الأولوية لحركة المشاة الكثيفة من وإلى المنطقة المركزية، وتم توفير الاعتمادات اللازمة لهذه التعديلات، والآن جميع المشروعات يجري العمل فيها، ونأمل في القريب العاجل الانتهاء منها، كما تم تنفيذ مشروع أعمدة الإنارة الديكورية وتجرى حالياً ترسية مشروع تحسين وتجميل المنطقة المركزية وروعي في تصميمه موائمته مع البعد الحضاري لها، وتم التعاون مع مكتب استشاري ماليزي لإعداد الدراسة، إضافة إلى توقيع عقد الصيانة لعبارات الخدمات في المنطقة المركزية، التي مضى على إنشائها أكثر من عشر سنوات، وتجري دراسة وتصميم نظام إرشادي متطور للتعرف على مواقع المباني في المنطقة المركزية، والخدمات والطرق ومسارات المشاة بصورة واضحة، ونعمل على تخصيص مواقع للجهات الخدمية لتغطى المنطقة بالخدمات المطلوبة، ويجري تنفيذ مشروع تطوير منطقة المساجد التاريخية، وإيجاد ساحة مفتوحة بجوار المسجد النبوي الشريف تخصص فيها أماكن للباعة المؤقتين، ويحتوي المشروع على مبنى للخدمات الحكومية ومعارض وعلى ثلاثة فنادق وأسواق تجارية. * هل بالإمكان مشاهدة مبانٍ تصل إلى أكثر من خمسين طابقاً حول المسجد النبوي الشريف؟ ولماذا تغيب في ظل وفرة المستثمرين؟ - حددت اللوائح والاشتراطات التصميمية في المنطقة المركزية الارتفاع الأقصى المسموح له، وتتراوح بين 12 إلى 16 طابقاً، بما في ذلك الأرضي والمتوسط، وطوابق الخدمات الفنية، من المهم المحافظة على قدسية المكان عن طريق توفير مساحات مفتوحة حول المسجد النبوي، وأن تكون الارتفاعات متدرجة ومناسبة لا تغطي على المسجد، وتجدر الإشارة إلى أن تحديد الارتفاعات حول منطقة المسجد النبوي كان محل إشادة من عدد من الخبراء الدوليين المشاركين في مراجعة المخطط الشامل. * هل هناك خطط مستقبلية لتوسعة المنطقة المركزية، لتخرج عن نطاق طريق الملك فيصل، وفي ظل زيادة أعداد الحجاج والمعتمرين والزوار؟ - لا شك أن زيادة عدد الحجاج والزوار والسكان تتطلب نظرة مستقبلية لاستيعابها، وإذا أضيف لذلك ما يجري من توسعات جديدة للمسجد النبوي وساحاته فإنه من الضروري التوسع، وإيجاد مواقع جديدة، وتم من خلال المخطط الشامل الذي أعدته الهيئة للمدينة المنورة اقتراح تطوير المناطق المحيطة بالطريق الدائري الأول، وهي في معظمها مناطق عشوائية، حيث تعد الهيئة المخططات الرئيسية والتفصيلية وتضع الآليات التنفيذية لإعادة تخطيط المناطق الواقعة حول الطريق الدائري الأول، وإعادة تأهيل المناطق العشوائية بها، وسيشمل التطوير تطوير مركز الملك عبدالعزيز الحضاري. * يلاحظ البعض من وجهاء وأعيان المدينةالمنورة والأهالي والزوار وجود نقلة هائلة في المشروعات، هل تنسب إليكم أم إلى أمانة المدينةالمنورة؟ - التنسيق مع الجهات الحكومية ذات العلاقة بالمدينةالمنورة ضروري وعامل مهم للنجاح، وهناك تنسيق بصفة مستمرة مع أمانة المدينة في جميع الأعمال المشتركة، وهناك مشروعات تنفذها الهيئة وأخرى تنفذها الأمانة، ولكن ضمن منظومة متكاملة، وتختص الهيئة حاليا بالمشروعات التى تنفذ ضمن إطار المنطقة المركزية والمناطق الحضرية لمنطقة قباء والميقات وسيد الشهداء والقبلتين ومركز الملك عبدالعزيز الحضاري. * ذكر أمير المنطقة في تصريحات سابقة بعض المشروعات المهمة بالمدينةالمنورة، ومنها درب السنة، وإزالة العشوائية وغيرهما، ما هو دور الهيئة بالنسبة لهذه المشروعات؟ - الهيئة وفق قرار تكوينها مسؤولة عن متابعة جميع أعمال التطوير في المدينة، وفي شتى المجالات، الإسكان والنقل والمرور والخدمات والمرافق العامة والبيئة وتطوير المناطق العشوائية وغيرها، ويتم ذلك على ضوء المخطط الشامل الذي أعدته الهيئة ومن ثم ترجمة ذلك إلى مشروعات تطويرية، تنفذ عن طريق الجهات المعنية من خلال آلية وسياسات وبرامج تنفيذية لهذه الخطط على مدى السنوات المقبلة، ويتم حاليا في الهيئة تأسيس نظام المعلومات الجغرافية للمدينة ونظام متابعة لمشروعات المدينة للتأكد من تنفيذ تلك المشروعات وفق برامجها الزمنية وبما يحقق الهدف من اعتمادها. * تعثر بعض المشروعات أو التأخر في تنفيذها مثل كوبري السلام والطريق الدائري الثاني والثالث، لماذا وصل التأخير إلى هذا الحد على الرغم من تفرغ مهامكم لتلك المشروعات الحيوية؟ - سبق أن وضحت الهيئة أن المشروعات مرت بأسباب عدة أدت إلي تأخير تنفيذها، وفور تكوين الهيئة عام 1431ه تم إعادة تقييمها ودراسة أسباب التأخير وتذليل جميع العقبات التي تعترض التنفيذ وجميع المشروعات يتم تنفيذها وفق برامجها الزمنية المعتمدة وسيتم الانتهاء منها في مواعيدها المقررة. * من أين تستقون أفكاركم للمشروعات، ولماذا لا تتم الاستعانة بخبراء من دول متقدمة على غرار الهيئة العليا لتطوير منطقة الرياض؟ - كما أشرت إلى أن الهيئة قامت بإعداد مخطط شامل للمدينة المنورة، عن طريق عدد من الشركات العالمية المتخصصة وبمشاركة خبراء من الأممالمتحدة والجامعات السعودية والجهات الخدمية، وتم إنجاز المخطط، ويجري العمل على تنفيذ المشروعات التطويرية للمدينة وفق الرؤية الإستراتيجية للمخطط ومخرجاته. * يضطر البعض إلى الذهاب لإمارة المنطقة لتقديم ملاحظاته واقتراحاته حول المشروعات، لماذا تغيب الهيئة عن التواصل مع المواطنين؟ - الهيئة ليست غائبة عن المواطنين وصاحب السمو الملكي أمير منطقة المدينةالمنورة هو رئيس الهيئة، ومن يلجا للإمارة لتقديم مقترحاته فإنها تصل للهيئة، علما أن الهيئة أنشأت موقعاً إلكترونياً خاصا بها وتستقبل جميع المقترحات والشكاوى من خلاله ونرحب دائما بأي مقترحات بناءة. * ما هي أبرز المشروعات المستقبلية الضخمة التي ستشهدها المدينةالمنورة وينتفع بها أبناء وأهالي طيبة الطيبة؟ - من أبرز المشروعات التي تتبناها الهيئة تطوير وإعادة تأهيل المناطق العشوائية في المدينةالمنورة، بما يتناسب مع مكانة المدينة، وتوفير بيئة سكنية مناسبة للسكان في تلك المناطق، تستوعب الأعداد المتزايدة، كما سيتم تطوير المواقع التاريخية في المدينةالمنورة (قباء، الميقات، سيد الشهداء، القبلتين)، وسيشمل التطوير مسار السنة، الذي يربط المسجد النبوي الشريف بمسجد قباء، وإيجاد آلية مناسبة لتنفيذ المسار، ووضع اشتراطات بناء جديدة لما لهذا المكان من قيمة تاريخية وكذلك رفع مستوى البنية التحتية وتوفير بيئة مناسبة للاستثمار، كما تسعى الهيئة إلى تنفيذ مشروع الملك عبدالعزيز الحضاري بغرض استكمال مقومات المنطقة المركزية الحضارية والعمرانية وإعادة صياغة وتشكيل وتنسيق الفراغات العامة والساحات والمسارات بها، وإعادة تأهيل وادي العقيق بيئيا ليكون متنزها لأهالي المدينةالمنورة، والمحافظة على وظيفته كقناة تصريف لمياه السيول والأمطار والمياه السطحية والمياه المعالجة ثلاثيا، إضافة لذلك تسعى الهيئة لتنفيذ منظومة متكاملة للنقل العام لتسهيل حركة النقل للمركبات والمشاة من وإلى المسجد النبوي الشريف وجميع المناطق لخدمة السكان والحجاج والزوار، وكذلك يجري العمل حالياً على إعداد الدراسات اللازمة لهذه المشروعات تمهيداً لتنفيذها في القريب العاجل. المهندس محمد العلي خلال حديثه ل«الشرق» (تصوير: محمد زاهد)