أتذكر التعب والضعف الذي كان ينتابني.. كان أِمرا منهكا. ولكن كان لدي شعور بأنني وفي داخل أعماقي سأعثر على الحل. هذا ما ذكره كيرت وولبيرج في «صحيفة كريستيان ساينس مونيتور» وقال: كما ترون، فأنا ومن واقع التجربة وجدت أن الحل كان في المعرفة الحقيقية بالله وعلاقتنا به، فمن شأن ذلك أن يوفر لنا العناية الكاملة. تقول ماري بيكر إيدي في مؤلفها «استعادة الأحداث والتأمل»، وهي تتحدث عن المدخل للصحة العامة «خلال عشرين عاما كنت أحاول اقتفاء جميع الآثار المادية للسبب العقلي، وفي الجزء الأخير من العام 1866 وصلت إلى مرحلة اليقين العقلي أن كل السببية وكل أثر ما هو إلا ظاهرة عقلية». وتستخدم بيكر كلمة «العقل»، وتعني بها الإله، واللانهائي، والذكاء الإلهي. حقا، إن الله وحده هو سبب وجودنا، ولذا فإننا نحتاج إليه لتحقيق رفاهنا في الحياة. وغالبا ما نشعر بالحياة كما لو أننا كيان خاص يتألف من مجموعة أسباب وآثار مادية شخصية. لكن أنا، مثل كثيرين آخرين، وجدت أن العقل الغيبي أو الروحي الذي خلق، هو أوثق ارتباطا بحياتنا مما نعتقده عادة. لقد كان هذا في الأساس هو رسالة القديس بولس إلى سكان أثينا. وكان القديس بولس يدين بالولاء المطلق للقوى الغيبية التي هي من وراء العقول. وكان سكان أثينا يقدمون القرابين لتكريم آلهتهم قبل أن يهتدوا إلى القوة الإلهية الحقيقية التي تشكل حياتهم وتحكمها. وما من شك أن الله هو الذي خلق العالم وكل ما فيه، وجميع الموجودات ترى أنه رب السموات والأرض، ليس كمثله شيء وهو لا يشبه شيئا من مخلوقاته ويهب الحياة للجميع. جعل من الناس أمة واحدة وكل إنسان كادح إليه في رحلة الحياة حسب وسعه. إن حياتنا تنبع من الله، وهدفنا الحقيقي وهويتنا مثل الأفكار تتحرك بتدبير من الإله. ولهذا النظام الإلهي للخلق، آثار عميقة بالنسبة لنا اليوم. ففي كل لحظة لدينا اتصال وثيق بالله. لقد خلقنا الله لعبوديته ونحن نقر بقدرته ومن ثم ننخرط في الكون الذي أوجده. وفي أثناء سيرنا في هذه الحياة التي يصرف الله شؤونها، فإننا نكتسب الخبرة والطاقة والحرية والراحة الجسدية التي تعيننا على خدمة ربنا. إن فهم هذه الحقائق بشكل أكثر وضوحا، يتم من دون استخدام الأدوية أو العقاقير، فالتقدم يأتي في شكل رشقات. فبعد النجاح العقلي والروحي، كان لدي أيام منتجة وملهمة. وأظل مستمرا في التقدم حتى أشعر أنني صرت شخصا مختلفا. فأوقات التعب تبددت، وشعرت بأن الغرض من حياتي هو الاتصال بالله فكانت تسير بخطى ثابتة إلى الأمام لتحقيق هذا الغرض. حقا، لدينا حياة وأن الله هو راعينا وحافظنا.