أكد الناقد والشاعر السوري يوسف شغري أنه يكتب القصيدة الحرة غير المقيدة بقيود الوزن والقافية، أي أنها لا تلتزم الأوزان المكرورة، والقوافي الموحدة التي تكونت في مرحلة تاريخية وأماكن مختلفة عن الزمان والمكان الذين نعيش فيهما، فكل قصيدة نثر، حسب شغري، ينبغي أن تبتكر إيقاعها الخاص المناسب للصورة والمفارقة التي تتوجه بها إلى القارئ، فتترك لديه طرباً من نوع خاص، بإيقاع لم يسمعه سابقاً. ورأى شغري أن قصيدة النثر الحرة عن الوزن والقافية تضم حرية وخصائص الشعر، من صور مبدعة ومفارقة، وقفلة مدهشة، وإيقاع يتدفق من روح الشاعر، فهي تشبه اللوحة التجريدية التي لا تستند إلى شكل واقعي تشبيهي. وصدر لشغري، المقيم في المنطقة الشرقية، مجموعة شعرية تتضمن قصائد نثرية حملت عنوان «تميمة الرماد»، وطبعه على نفقته الخاصة في المملكة.ولم يغفل شغري المهتم بالنقد التشكيلي عبر مقالاته التي تنشر في الصحف المحلية والعربية عن تضمين مجموعته أعمالاً تشكيلية عدة، كان أولها في الغلاف، وهي لوحة للفنان الفرنسي إدوارد مانيه، كما استعان بالخط العربي بواسطة الخطاط السوري هيثم سلمو. كما ضمَّن شغري ديوانه فهرسين، ضم الأول محتويات الكتاب من اللوحات التشكيلية، والآخر للقصائد التي تضمها الكتاب، البالغ عددها 32، وتتركز موضوعاتها في الحب والغزل. وأهدى شغري كتابه إلى كل امرأة ترى نفسها في كلماته، وبين القصائد، وإلى كل رجل نطقت كلماته من بوح روحه وهو يتغزل بامرأة يحبها. واستهل المؤرخ علي الدرورة المجموعة الشعرية بمقالة أكد فيها أنه وجد في إبحاره بين القصائد تعدد الصور الجمالية ذات الشاعرية الإبداعية، التي تجبر القراء على الإبحار في قراءة النصوص ليكتشفوا جماليات كل قصيدة. وعن اللوحات في الديوان، قال «إن تواتر النصوص في سياق سلس يحفز المتلقي أن يستلهم الصور تلو الصور في هذا الإبداع الشعري الذي استند فيه الشاعر، ليس فقط لأنه شاعر، بل لأنه ناقد فني، ولهذا فمختاراته الفنية بين ثنايا الديوان تؤكد وبصدق تميزه في إبداع الصور الشعرية تماماً، كما هو الحال في اختيار اللوحة، لتكون إلى جانب النص».