لم تشفع للشاعر علي الحازمي قصائد الحب والغرام التي ألقاها في الأمسية الشعرية التي نظمتها مؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية في دار الجوف للعلوم في مدينة سكاكا مساء الثلثاء الماضي، بأن «ترقق» قلوب متخصصين في اللغة العربية الذين هاجموا شعره بقسوة بالغة. فبعد أن ألقى الحازمي قصائده «الرقيقة» التي على ما يبدو كان يتوقع أن تحدث نوعاً من «الانبساط» لدى الحضور، فوجئ برد «عنيف» من الدكتور خلف الخريشة الذي اعتبر «خواطر» الحازمي بعيدة عن الوزن والقافية، وتسهم في قتل المشاعر! محذّراً من «خطر» قصيدة النثر على الشعر، مشيراً إلى أن شعر النثر الذي بدأه أدونيس وروّج له شعراء المهجر يحاول الاقتراب من النص القرآني. وأضاف الخريشة أن أدعياء قصيدة النثر يهربون من إيقاعية الوزن إلى إيقاعية الصورة الشعرية. وقال: «معظم العلوم جاءت لخدمة القرآن الكريم، فلماذا يحاولون الهروب من خدمته؟». ولم يكد الحازمي يلتقط أنفاسه حين طالب بقية الحضور بالحكم على قصائده، حتى عاجله الدكتور عارف المسعر برد أكثر قسوة حين طالبه تلميحاً بالتوبة من كتابة قصيدة النثر، حين أشار إلى أن رائدة مدرسة شعر النثر نازك الملائكة «تابت» قبل موتها من قصائدها النثرية! وأكمل الدكتور عبدالهادي الصالح الهجوم على شعر الحازمي حين طالبه بالتنويع في ألوانه الشعرية، وعدم التركيز على قصائد الحب، مؤكداً أنها لن تجد لها طريقاً إلى قلوب الحاضرين! في حين اكتفى الحازمي بردود مقتضبة على تلك «الهجمة»، وقال إن قصائده تفعيلية، وإنه لن يتوب عن شعر النثر، كما أشار إلى أنه كتب ألواناً أخرى من الشعر مثل القصائد «القومية». غير أن الردود لم تقتصر على تلك المعارضة، فأتى بعضها مشيداً ب«النصوص الجمالية في شعر الحازمي، التي تثير الدهشة والمسكونة بالبعد البصري». وفي رده على استفسار أحد الحضور حول اختياره عناوين قصائده، قال الحازمي إن العنوان قصيدة أخرى ومفتاح للقصيدة، مشيراً إلى أنه يختار العنوان بعد الانتهاء من كتابة القصيدة. يذكر أن الأمسية الشعرية التي أدارها المعلم رامي هلال، تأتي ضمن البرنامج الثقافي لمؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية.