تتوالى الأزمان، وتتعدد الظواهر، ولكن تبقى صعوبة التوافق بين جيل جُبل على فطرة سليمة، وبيئة مختلفة، وجيل آخر، ذي فكر شامل ومنفتح، يصعب أن تضبطه ضوابط . قليلون يدركون دواخل المجتمع، بعض سلوكيات الأفراد تكون أحياناً منافية للأدب الإسلامي، ويُنظر لها من منظور نواياهم الحسنة، بعيداً عن حقيقتها، فعلى سبيل المثال، أذكر يوماً قالت لي إحدى الفتيات وبكل فخر: «استدعت مديرة المدرسة أمي لتناقشها حول علاقتي غير اللائقة مع إحدى الرفيقات، في البداية ارتجف قلبي خوفاً من ردة فعل أمي، وما ستعاقبني به، ولكنني اطمأننت حينما بدأت أمي توجه النقد للمديرة، وتدافع عن علاقتي بصديقتي، وأنها من باب الحب في الله، ارتاح قلبي، فأمي لم تفهم حقيقة الأمر ولن تفهمه»! وبعدها تعالت ضحكاتها فرحاً بجهل أمها، وماعلمت قول الله تعالى: «وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ». وهناك الكثير من المواقف التي تدل على عدم فهم الأمور على طبيعتها، وكذلك مشكلة التباعد بين الأجيال! كذلك الفجوة في علاقة الآباء والأمهات بأبنائهم، فلكل منهما بداية حياة مختلفة، وربما نمط حياة مختلف، وربما يكون الاختلاف بين الآباء والأبناء عائقاً بعض الشيء، ولكن يبقى اللوم على من يخالف الفطرة الإسلامية، بدعوى مواكبة الحضارات الأخرى دون أي قيود أخلاقية، أو ضوابط دينيّة! بعيداً عن هدي وسنة الحبيب صلى الله عليه وسلم!