بدأت الحاجة عائشة بخيت (82 عاماً من غزة) الإضراب عن الطعام منذ 19 يوماً، ورغم كبر سنها وتجاعيد الزمن التي رسمت معالم الألم على وجهها، أصرت على التضامن مع ابنها الأسير علاء أبو ستة المحكوم بالسجن 99 عاما، أمضى منها ست سنوات، وباقي الأسرى الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية منذ 19 يوما لإجبار مصلحة السجون الإسرائيلية على تلبية مطالبهم التي تتمثل في وقف سياسة العزل الانفرادي، والتفتيش العاري وحرمانهم من زيارة ذويهم. وتقول عائشة بخيت ل «الشرق»، وهي ممددة على السرير في خيمة الاعتصام والتضامن مع الأسرى وقد بدا صوتها خافتا وجسمها واهنا، إنها لم تر ابنها منذ اعتقاله، معتبرةً أن الأسرى يدفعون ضريبة الوطن، وأن شبابهم يذهب في سبيل الدفاع عنه. وتطالب بخيت كل الشعوب العربية والإسلامية والحرة التي تنادي بالسلام والديمقراطية بالنظر إلى قضية الأسرى الفلسطينيين الذين تُنتَهك إنسانيتهم يوميا ويموتون كل يوم ألف مرة، ولا يلتفت إليهم أحد.أما أم إبراهيم أبوعلي (65 عاما) فلم يكن حالها أفضل من المسنة بخيت، حيث وصلت إلى خيمة الاعتصام وأضربت عن الطعام تضامنا مع ابنها الأسير إبراهيم والمحكوم بالسجن 99 عاما، أمضى منها عشريناً. وتؤكد أبو علي ل «الشرق» أن عينيها لم تكتحلا برؤية ابنها منذ ست سنوات، بعد أن منعت إسرائيل أهالي قطاع غزة من زيارة ذويهم في السجون.وتضيف «بدأت الإضراب عن الطعام قبل عشرة أيام، وأبيت في خيمة الاعتصام كحال عشرات أمهات الأسرى والمتضامنات الذين لن يفارقوا المكان طالما الأسرى مضربين». وتتابع «هذا الاعتصام هو رد على الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى، وخاصة سياسة العزل الانفرادي والمنع من الزيارة والتعذيب والحرمان من العلاج»، مشددة على نيتها الاستمرار في إضرابها عن الطعام حتى رؤية ابنها، ولو أدى ذلك إلى موتها.