هناك ما بين 16 إلى 21 حدثا تتراوح أعمارهم من 7-18 سنة من الجنسين تستقبلهم دور الملاحظة الاجتماعية كل يوم، بما مجموعه 23032 حدثا خلال ثلاثة أو أربعة أعوام على غموض في الخبر الذي نشرته الحياة عن التقرير السنوي الذي أصدرته الوزارة، أي أن هناك نحو عشرين حالة كل يوم لأحداث قاموا باعتداء على ممتلكات الغير أو بالسلاح الأبيض أو جرائم قتل أو أخلاقيات أو سرقات أو تعاطي وترويج المخدرات أو مخالفات مرورية، وفي الرياضوجدة والدمام لوحدها هناك ثماني جرائم يومية يرتكبها الأحداث ويودعون في دور الملاحظة، وهذه الأرقام تعد مؤلمة ولا يهون منها أن عدد سكان السعودية كبير منهم 5.6 مليون نسمة في الرياض، وأن هذه النسب طبيعية مقارنة بالدول الأخرى، ولكني أنظر لها من زاوية أخرى فعدد 23 ألفا من أبنائنا وبناتنا ممن هم دون الثامنة عشرة يقترفون جرائم ويتم انتزاعهم من أسرهم بأحكام قضائية جزاء ما ارتكبوه ثم يودعون في دور الملاحظة الاجتماعية يعد رقما مقلقا وغير مريح، والله يعلم كم يعود منهم إلى جادة الصواب وكم منهم يسلك طريق الانحراف، والأولى أن تكون هناك برامج وقائية حتى لا يقع أحداثنا في الجريمة أصلا وقبل أن تقع الفأس في الرأس، لكن من النقاط المضيئة في الموضوع أن المركز الوطني للدراسات والتطوير الاجتماعي التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية لا ينظر إلى هذه الحالات على أنها أرقام كما تفعل بعض الدوائر لدينا وإنما تخضعها للدراسة، وفي العام الماضي 1432 أنجزت ثلاث دراسات منها دراسة عن أسباب الاضطرابات النفسية لدى الأيتام مجهولي الأبوين، ودراسة أخرى عن أهم الأسباب المؤدية لارتكاب الأحداث السرقات، وكنت أتمنى أن تشرك الوزارة والمركز المجتمع بما يتضمنه من مؤسسات وجمعيات وباحثين ومتطوعين في هذه الدراسات وتتيح التقارير المهمة والدراسات العلمية بين أيدي الجميع حتى تتم الفائدة، ويعتمد عليها الكل في جهودهم بدل أن تظل حبيسة الأدراج في الوزارة، لأن ماهو متاح حاليا بموقع الوزارة كتابان إحصائيان عمرهما سبع سنوات، كما أن صفحة المركز لاتتضمن أكثر من ستة أسطر عن المركز وأهدافه، وهذا يشبه في كثير من دوائرنا قنوات المياه العذبة الجيدة ولكنها مسدودة لا تصل إلى الراغبين فيها.