كلما قلت إن الخدمات في مدينة جدة في طريقها إلى التحسن من خلال مشاهدتي لورشة العمل التي تحدث على معظم الشوارع والطرقات العامة أصدم بخدمات أخرى بطيئة جدا وتسير سير السلحفاة إذا لم تكن متوقفة تماما. ومنها على سبيل المثال شبكة المياه في مدينة جدة التي تصل مرة إلى المنازل وتتقطع مرات إلى الدرجة التي يضطر بعض سكان الأحياء إلى الاستعانة بوايتات الماء التي يتحكم سائقوها في سعر الوايت بحيث يصل أحيانا إلى 150 ريالا. لدرجة أنك عندما تسأل أحيانا عن أسباب هذا الانقطاع فتفاجأ بمن يهمس في أذنك: وهل تريد أن توقف رزق أصحاب الوايتات الذين يبدو أنهم مقاولون من الباطن لهم صلة قريبة أو بعيدة ببعض العاملين في شبكة المياه، والله أعلم؟ ولكن على أي حال كلما سألت عن سبب هذا الانقطاع في المياه في كل مرة تجد الردود لديهم جاهزة بأن هناك ماسورة مكسورة في الحي الذي تسكنه! وهل إصلاح هذه الماسورة المعطوبة يمتد إلى أسبوع أو أكثر حتى يتم إصلاحها وخلالها يظل سكان الحي لا يجدون حلا سوى شراء وايتات الماء، عندما تضطرك هذه الظروف إلى الوقوف في الطابور منتظرا دورك أمام أشياب شبكة المياه الرئيسية في شارع المكرونة حتى تحصل على وايت الماء؟ وحيث إن عودة المياه من الشبكة الرئيسية إلى المنازل المقطوعة عنها، يعود إلى التساهيل، فقد تعود بعد أسبوع، وقد لا تعود إلاّ بعد أسبوعين، والعذر هو عطب في أحد التوصيلات الرئيسية؟ على كل حال فقد يجد مقاولو الوايتات فرصتهم لتحديد سعر الوايت على هواهم والله يعلم هل لهم دخل في أعطال توصيلات الشبكة الرئيسية بين الحين والآخر أم لا، لأن المسألة أصبحت تتكرر على الأقل كل شهر مرة أو أكثر من مرة، ولا تعود المياه من خلال الشبكة الرئيسية إلا بعد عدة شكاوى ومطالبات من السكان.